مأساة في فرنسا: وفاة طفلة وإصابة آخرين بتسمم غذائي يشتبه بصلته بمحلات جزارة

مأساة في فرنسا: وفاة طفلة وإصابة آخرين بتسمم غذائي يشتبه بصلته بمحلات جزارة

في كلمات قليلة

شهدت مدينة سانت كوينتين الفرنسية تفشياً لحالات تسمم غذائي خطيرة بين الأطفال، أسفر عن وفاة طفلة واحدة. تحقق السلطات في الحادث، وقد أغلقت متجرين للجزارة بشكل مؤقت كمصدر محتمل للعدوى.


سانت كوينتين، فرنسا. تغطي موجة من الحزن والقلق مدينة سانت كوينتين في فرنسا بعد سلسلة من حالات التسمم الغذائي الحادة التي أدت إلى دخول ثمانية أطفال إلى المستشفى ووفاة طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً. يشير التحقيق الأولي إلى احتمال ارتباط الحالات بمنتجات لحوم.

تعمل السلطات الصحية المحلية بنشاط لتحديد مصدر العدوى. بعد أن تبين أن العديد من الأطفال المتضررين تناولوا لحوماً من متجرين محددين للجزارة، تم إغلاق هذين المحلين احترازياً بانتظار نتائج التحاليل المخبرية للعينات المأخوذة.

جلبت هذه الأخبار بعض الراحة للسكان، لكن القلق لم يزول تماماً. لا يزال العديد من الأطفال يتلقون العلاج في المستشفى. كاثي، والدة ناثان البالغ من العمر 10 سنوات وهو أحد الأطفال الذين تم نقلهم إلى المستشفى، روت الرعب الذي عاشته. قالت: «منذ الصباح كان يعاني من القيء والإسهال وآلام في الجسم وإرهاق شديد. اتصلت بالإسعاف فوراً ونقلناه إلى الطوارئ. الآن ننتظر النتائج. العديد من الأطفال في نفس الوضع».

أثارت الأوضاع نوعاً من «البارانويا» بين الآباء. ذكرت كاثي أن ابنها تناول بيتزا باللحم المفروم اشتراها من مطعم بيتزا قريب من أحد محلات الجزارة المغلقة احترازياً، مما زاد من مخاوفها. لحسن الحظ، خرج ناثان من المستشفى وحالته مستقرة.

لا يزال التحقيق جارياً، ومن المتوقع صدور نتائج تحاليل عينات محلات الجزارة في بداية الأسبوع المقبل. ستكون نهاية الأسبوع طويلة في سانت كوينتين، لكن فرضية العدوى من منتجات اللحوم تعطي الآباء بعض الأمل في حل سريع للوضع بعد أسبوع من الانتظار المؤلم.

«بالتأكيد هناك بارانويا»، تؤكد شارلوت، أم لطفلين. «نقلق بالطبع، لدينا شكوك: هل المشكلة في الماء؟ هل يجب شراء المياه المعبأة؟ هل يمكننا السباحة في مسبحنا؟ بصراحة، نحن أنفسنا خفنا».

«هناك قلق عام وحزن، لأن هذا يؤثر علينا كآباء. تفكر أنه كان يمكن أن يكون طفلك. أضع نفسي مكان والدة الطفلة التي توفيت وأدرك مدى فظاعة ذلك».

أضافت شارلوت أن الإغلاق المؤقت للمتاجر جلب «شكلاً من الراحة» لأن «نحن نطرح السؤال، نريد أن نعرف من أين جاء هذا، ونأمل أن ينتهي كل هذا بسرعة كبيرة ولن تكون هناك مشاكل بعد الآن».

سكان المدينة، وكثير منهم كانوا يعرفون الطفلة المتوفاة أو والديها، يتأثرون بشدة بالمأساة. أنطوان، الذي كانت ابنته تتدرب على الجمباز مع إليز البالغة من العمر 11 عاماً، يقول: «كنا على تواصل مع والديها في النادي، لذلك تأثرنا جداً. هذه أمور محزنة للغاية لا ينبغي أن تحدث لأطفال في هذا العمر. أعتقد أن المدينة بأكملها تأثرت بشدة بهذه الوفاة».

أكدت عمدة سانت كوينتين، فريدريك ماكاريه، التي تشارك في خلية الأزمة، أنه تم تسجيل عشر حالات مؤكدة من التسمم حتى الآن، بما في ذلك طفل واحد في مستشفى في ريمس. وأشارت إلى أنه لا يوجد حتى الآن يقين بنسبة 100% بشأن المصدر، لكن الأجهزة الحكومية تجري تحقيقات وتحلل عادات استهلاك الأسر لتحديد الأماكن المشتركة التي تناولوا منها الطعام أو اشتروا منها.

بانتظار نتائج التحاليل المتعلقة بمحلات الجزارة، تجدد السلطات الصحية نصائحها للآباء: غسل الفواكه والخضروات جيداً، طهي اللحوم تماماً، والالتزام الصارم بسلسلة التبريد (حفظ الطعام في درجة حرارة مناسبة).

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.