هارييت سبيرلينغ: ممرضة وأم عزباء تخطف الأضواء في العائلة المالكة البريطانية

تفرض هارييت سبيرلينغ، الممرضة والأم العزباء، نفسها بقوة كشريكة جديدة لبيتر فيليبس، ابن شقيقة الملك تشارلز الثالث. ظهورها الأخير مع العائلة المالكة في حدث رويال أسكوت المرموق أثار ضجة كبيرة ويعتبر خطوة مهمة، ربما تعيد تعريف صورة الملكية البريطانية الحديثة.

في يوم الثلاثاء، 17 يونيو، أحدثت هارييت سبيرلينغ إثارة في رويال أسكوت، حيث ظهرت بزي كريمي اللون ورافقت بيتر فيليبس (47 عاماً) في العربة الثالثة من الموكب الملكي. يُعد هذا الشرف عادة مخصصاً للمقربين من عائلة ويندسور، مما اعتبره الكثيرون تأكيداً رسمياً لعلاقتهما وأول ظهور رسمي لهارييت مع العائلة المالكة البريطانية على هذا المستوى الرفيع. في عمر 45 عاماً، فإن مسيرة هارييت، وهي ممرضة أطفال، تختلف عن المسارات التقليدية، وتساهم في كسر المزيد من التقاليد في قصر باكنغهام.

يبدو أن زمن الزيجات الأرستقراطية يتلاشى بالنسبة لبعض أفراد العائلة المالكة. بيتر فيليبس، الابن الأكبر للأميرة آن، اختار هارييت سبيرلينغ شريكة له. هارييت، التي تنتمي إلى عامة الشعب (رغم أصولها المميزة)، التقت ببيتر قبل أكثر من عام في حدث رياضي كان يشارك فيه أطفال كل منهما. في مايو 2024، وصف أحد الشهود الثنائي قائلاً: "بدا عليهما العشق تماماً، وكان يبتسم ابتسامة عريضة. كان سعيداً للغاية ويتصرف بعفوية دون أي قيود." منذ ظهورهما العام الأول في سباقات بادمنتون للخيول في مايو 2024، لم يعد الزوجان يخفيان علاقتهما. والأهم من ذلك، يبدو أنهما حظيا بقبول من عائلة ويندسور. يعتبر كثيرون أن الدعوة للانضمام إلى الموكب الملكي المرموق في رويال أسكوت هي بمثابة ختم موافقة من الملك تشارلز الثالث وشرف عظيم.

على الرغم من أنها ليست من طبقة النبلاء، إلا أن هارييت سبيرلينغ لديها أصول عائلية مرموقة. ولدت باسم ساندرز عام 1980، وهي ابنة ماري إليزابيث هوسكينز وروبرت هيو ساندرز. تنحدر من عائلة كوريج (Courage)، سلالة مشهورة من صانعي البيرة اللندنيين منذ عام 1787. والأكثر إثارة للدهشة، أنها من خلال والدها الراحل، ترتبط بقرابة بالدوق ريتشارد من غلوستر، ابن عم الملكة إليزابيث الثانية الراحلة. لكن هذه الأصول لم تمنعها من شق طريقها الخاص.

هارييت فضلت المستشفى على الحفلات الاجتماعية. بصفتها ممرضة أطفال في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بالمملكة المتحدة، تكرس حياتها لرعاية الأطفال المرضى. وصفها بأنها "متحمسة للتطور المبكر لدماغ الأطفال ونمائهم"، تشارك هارييت كيت ميدلتون اهتماماً مشتركاً بمرحلة الطفولة المبكرة. من أبرز إنجازاتها مساهمتها في عام 2010 بإنقاذ الطفل فاينياس، رضيع أصيب بفيروس قد يهدد حياته بعد ثلاثة أسابيع من ولادته.

فيما يتعلق بحياتها الخاصة، لا يُعرف عنها الكثير، سوى أنها ربت طفلتها وحدها لفترة طويلة. في مقال نشرته العام الماضي باسمها قبل الزواج، قالت عن تجربتها كأم عزباء: "في السنوات الأولى من رحلتي كأم عزباء مع ابنتي، كانت الموارد محدودة، والمستقبل غير مؤكد. ومع ذلك، وفي غياب الأمان المادي، اكتشفت القوة والحياة التي يوفرها الحب الحقيقي وغير الأناني." كما أشارت إلى أن تلك السنوات شكلت علاقتهما الفريدة: "أقارننا بجزيرة، وكان من الصعب غالباً تخيل انضمام شخص ما إلى هذه الجزيرة... العلاقة الفريدة بين الأم العزباء وطفلها تُصاغ في نيران الصراعات والانتصارات. إنها علاقة تتسم بالحب والبقاء على قيد الحياة رغم كل الصعاب."

لم يكن ذلك قبل ظهور بيتر فيليبس. من ويمبلدون إلى سباق جائزة البحرين الكبرى، ومن إطلاق كتاب توم باركر بولز إلى حفلات الحدائق في وندسور، لا تتوقف هارييت سبيرلينغ عن الظهور الآن إلى جانب شريكها. في مواجهة هذا الثنائي الأكثر انسجاماً من أي وقت مضى، يتوقع وكلاء المراهنات بالفعل عرض زواج محتملاً. ومع ذلك، قد يتوخى بيتر فيليبس الحذر، خاصة بعد طلاقه من أوتوم كيلي، والدة ابنتيه سافانا (ولدت عام 2010) وإيسلا (ولدت عام 2012).

على أي حال، إذا خطى بيتر فيليبس هذه الخطوة، فقد تصبح هارييت سبيرلينغ أول ممرضة تتزوج من فرد في العائلة المالكة البريطانية. سيكون هذا الزواج نقطة تحول في تاريخ عائلة ويندسور، التي أصبحت أكثر انفتاحاً على الخلفيات غير التقليدية.