
في كلمات قليلة
تجري في فرنسا محاكمة استئناف لحفيدة متهمة بقتل جدها البالغ من العمر 95 عاماً عن طريق إشعال النار في سريره. كانت قد حصلت على حكم مع وقف التنفيذ في المحاكمة الأولى مدعية أنها فعلت ذلك لإنهاء آلامه.
تنظر محكمة في فرنسا مجدداً في قضية مروعة: مثلت شابة أمام محكمة الاستئناف بتهمة قتل جدها البالغ من العمر 95 عاماً بإشعال النار في سريره.
وقع الحادث في أغسطس 2020. عُثر على الرجل المسن، الذي كان طريح الفراش، ميتاً متأثراً بحروق واختناق في سريره الطبي بمنزل إحدى بناته.
خلال المحاكمة الأولى في أكتوبر، ادعت المدعى عليها، إميلي جي (33 عاماً)، أن فعلها كان «عمل حب» بهدف إنهاء معاناة جدها، الذي وصفته بأنه «جنين عجوز». يبدو أن هيئة المحلفين اقتنعت بروايتها، حيث أدانتها ولكنها حكمت عليها بخمس سنوات مع وقف التنفيذ فقط. استأنفت النيابة العامة، التي كانت قد طالبت بالسجن 15 عاماً لهذا «الفعل القاسي»، ضد الحكم، مما أحال المدعى عليها إلى محكمة الجنايات في إقليم أين، حيث بدأت المحاكمة الجديدة يوم الاثنين 23 يونيو 2025 وستستمر حتى الأربعاء.
وفقاً لتقرير خبير نفسي، كانت المدعى عليها في «حالة تفكك» من شأنها «تغيير قدرتها على التمييز» وقت وقوع الجريمة. على الرغم من ذلك، فإنها تواجه عقوبة السجن المؤبد.
أوضح محاميها، الأستاذ تيبو كلوس، لوكالة فرانس برس أن موكلته «تدرك بعد فوات الأوان أنها ما كان يجب أن تفعل ذلك ولا بهذه الوسيلة، لكن في لحظة وقوع الجريمة لم يكن لديها القوة لفعل شيء آخر». لسنوات عديدة، عانت المدعى عليها من أعراض الاكتئاب وشاهدت تدهور حالة جدها الصحية الذي ساهم في تربيتها واعتبرته بمثابة والدها.
بعد سقوطه في عام 2015، تم نقل الجد إلى دار رعاية طبية، حيث تؤكد إميلي جي أنها وجدته ذات يوم في حالة يرثى لها من شبه الإهمال. صُدمت إميلي وقامت بإخراج جدها، الذي كان يستخدم قسطرة بولية وحفاضات، من الدار. استعادت ابنة الجد وزوجها الرجل المسن في منزلهما، في غرفة مجهزة خصيصاً.
أصبحت الرعاية اليومية أمراً صعباً لوالدي الشابة، وكانت هي تساعدهما في ذلك بينما تدير تربية أطفالها، ومشاكلها الزوجية، وإخفاقاتها المتعددة في امتحان التدريس (Capes).
قبل شهر من الحادث، وجدت إميلي جي جدها غارقاً في فضلاته بعد غياب طويل لوالديه. تؤكد أنه طلب منها الموت، لكنها لم تبلغ بقية أفراد العائلة بذلك.
لكن العنصر الذي أدى إلى تنفيذ الفعل كان اكتشافها خيانة زوجها، الذي أخبرها بذلك في 23 أغسطس 2020. كانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للشابة: حملت عبوة بنزين وذهبت إلى منزل والديها لإشعال النار في سرير الجد النائم. في المحاكمة الأولى، أوضحت أنها لم تكن تريد «حرقه» بل مجرد إحداث اختناق له. لكن الخبرة أثبتت «ترسيباً دقيقاً» للوقود على المرتبة والغطاء.
اعترفت بأنها ألقت ورقة مشتعلة في الغرفة بعد ذلك قبل أن تغلق الباب وتغادر راكضة. وفقاً للتقرير الطبي، عانى الجد، الذي حوصر، لبضع دقائق قبل أن يموت بسبب استنشاق الدخان والحروق العميقة.
وصف المدعي العام، رومين دوكروك، الذي تحدث في المحاكمة الأولى، الفعل بأنه «قاسٍ وأناني»، تم تنفيذه «لطرد إحباطها وإخفاقاتها المتعددة». تساءل: «هل مات جدها بكرامة؟». بالنسبة للمقربين من الشابة، الذين تضامنوا معها حتى الآن، فإنها فقط امتلكت «الشجاعة» لتنفيذ الفعل.