
في كلمات قليلة
تستخدم الجمارك الفرنسية مستودعات متحف لتخزين مضبوطات التهريب، بما في ذلك مئات رؤوس الرئيسيات. هذا يكشف عن حجم التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية والعناصر النادرة الأخرى.
في مستودعات خاصة تابعة لمتحف في جنوب فرنسا، غير مفتوحة للجمهور منذ عام 2014، تحتفظ الجمارك الفرنسية بمضبوطات تكشف حجم التجارة الدولية غير المشروعة. يُطلق على هذا المكان اسم "متحف الأشباح"، ويضم آلاف العناصر المصادرة، بما في ذلك تحف نادرة ومروعة من عالم التهريب.
من بين أبرز المعروضات الصادمة، كميات هائلة من أجزاء حيوانات برية كانت ضحية للصيد غير القانوني. تم مؤخرًا نقل 275 رأسًا من الرئيسيات (القرود) إلى هنا، كانت قد صادرتها سلطات الجمارك في مطار رواسي خلال عام 2024. على قماش أسود، يتم عرض حوالي 130 جمجمة لأنواع محمية، معظمها من فصيلة القرود، التي صادرتها الجمارك. بينما تحتفظ عشرات الجماجم الأخرى في صناديق بلاستيكية، مغلفة لحمايتها من الغبار.
هذه الشهادات المروعة تعكس الجشع الجامح لدى الصيادين غير الشرعيين في أفريقيا وشراهة جامعي التحف في الغرب المستعدين لدفع مبالغ طائلة لإشباع رغباتهم. جماجم قردة البابون الزيتونية ذات الأنياب الطويلة، وقردة الماندريل المعروفة بوجوهها الزرقاء والحمراء، وقردة الكولوبس البيضاء والسوداء التي تعيش على الأشجار - كلها أجزاء من حيوانات قتلت في الغابات، كما في الكاميرون. يمكن أن يصل سعر أجزاء من حيوانات نادرة مثل الشمبانزي إلى 1000 دولار في السوق السوداء.
مكافحة التهريب غير المشروع للأنواع المهددة ليست سوى جانب واحد من عمل الجمارك الفرنسية. في عام 2024، أحبطت الجمارك أيضًا حوالي ستين محاولة تهريب متعلقة بالممتلكات الثقافية، وصادرت ما مجموعه 22,125 قطعة. من بين المصادرات الكبرى الأخرى، 146 كيلوجرامًا من الذهب المقدرة قيمتها بـ 10 ملايين يورو، والتي تم صبها لتبدو مثل قطع غيار آلات (صودرت في هونج كونج أثناء محاولة شحنها إلى اليابان)، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية المسروقة من تركيا بقيمة 1.5 مليون يورو.
التجارة غير المشروعة تمتد لتشمل مجالات أخرى، بما في ذلك تهريب الأدوية المغشوشة الخطيرة على الصحة والسلع التي تلتف على العقوبات الدولية. تؤكد هذه المصادرات على التحديات المتعددة التي تواجه الأجهزة الجمركية في حربها ضد الاقتصاد الخفي والجريمة المنظمة.