
في كلمات قليلة
يُستخدم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بنشاط قبيل الانتخابات البلدية في فرنسا. تدعو الأحزاب اليسارية البلديات لإنهاء الشراكات مع إسرائيل بسبب الوضع في غزة، رغم أن أسباب إنهاء هذه العلاقات قد تكون مختلفة تماماً.
يمتد تأثير الصراع المستمر بين فلسطين وإسرائيل إلى ما وراء حدود الشرق الأوسط، ليصبح قضية مؤثرة في الساحة السياسية لدول أخرى، ومنها فرنسا. مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في ربيع عام 2026، يتحول هذا الصراع إلى ورقة سياسية، خاصة بين الأحزاب اليسارية.
تضغط شريحة من النشطاء والسياسيين اليساريين في فرنسا بنشاط على رؤساء البلديات الذين لديهم اتفاقيات توأمة مع مدن إسرائيلية لتعليق هذه الشراكات. السبب الرئيسي المعلن هو "الوضع الإنساني الطارئ في غزة". ويرى مراقبون أن هذه المبادرات ليست عفوية بل مرتبطة بالحملات الانتخابية المقبلة.
تصاعدت التطورات مؤخراً عندما ادعى أحد قادة حزب "فرنسا الأبية" اليساري (Insoumis) عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلغاء الروابط بين بلدة فال-دو-روي الفرنسية (Val-de-Reuil) ومدينة ميتار الإسرائيلية (Meitar). وقدم السياسي هذا الإلغاء على أنه "احتجاج" من البلدية الفرنسية على ما وصفه بـ "الإبادة الجماعية للفلسطينيين" وكتعبير عن القلق إزاء الأزمة الإنسانية في غزة.
ولكن، نفى عمدة فال-دو-روي، المنتمي للحزب الاشتراكي، هذا الادعاء. وأوضح أن اتفاقية التوأمة مع ميتار انتهت بالفعل، لكن ذلك حدث قبل أكثر من عشرين عاماً. وأكد أن سبب الإنهاء كان إدارياً ومالياً بحتاً، وليس مدفوعاً بأي اعتبارات أيديولوجية أو سياسية تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
على الرغم من هذا النفي، لا يزال ممثلو حزب "فرنسا الأبية" يتمسكون بتفسيرهم للأحداث، مما يسلط الضوء على مدى استخدام قضية الشرق الأوسط بنشاط في التنافس على أصوات الناخبين على المستوى المحلي.