فرنسا: مرض السل ما زال تحدياً صحياً.. نظرة على آخر مركز علاجي متخصص وحكايات المرضى

فرنسا: مرض السل ما زال تحدياً صحياً.. نظرة على آخر مركز علاجي متخصص وحكايات المرضى

في كلمات قليلة

مرض السل لا يزال يمثل تحدياً صحياً في فرنسا، حيث يسجل آلاف الحالات سنوياً، خاصة بين المهاجرين والفئات الضعيفة. مركز علاجي متخصص في إيسون يقدم الرعاية للحالات الصعبة، مسلطاً الضوء على الحاجة المستمرة لمكافحة المرض ودعم المرضى.


يعتقد الكثيرون أن مرض السل (التدرن) أصبح من أمراض الماضي في فرنسا، لكن الحقيقة هي أن هذه العدوى لا تزال تصيب الآلاف من الأشخاص كل عام. بالنسبة للحالات الأكثر خطورة وتعقيداً، يوجد مكان فريد يقدم لهم الأمل والعلاج: إنه آخر مركز علاجي متخصص في البلاد، ويقع في مركز الاستشفاء بليغني (Essonne).

يستقبل هذا المركز المرضى لعدة أشهر، مقدماً لهم الرعاية الطبية المتخصصة والدعم اللازم للتأقلم مع المرض. من بين المرضى شابة تُعرف باسم “بوشو” تشعر، مثل الكثيرين، بالخجل من إصابتها. تقول: «أشعر بالخجل قليلاً»، مضيفة أن حتى بعض المقربين قد يقللون من شأن المرض الذي يعتبره الكثيرون شيئاً من الماضي.

قصة “بوشو”، التي لم تكن تعلم كيف أو أين أصيبت بجرثومة السل التي تسببت لها بآلام حادة في الظهر وفقدان القدرة على الحركة، تسلط الضوء على خبث المرض وقدرته على الظهور بشكل غير متوقع والتأثير على أي شخص.

يولي العاملون في المركز اهتماماً خاصاً بتدريب المرضى على كيفية الالتزام ببرنامجهم العلاجي الدوائي المعقد بأنفسهم، وهو أمر حيوي لنجاح العلاج الذي غالباً ما يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات.

يُعدّ السل في فرنسا أكثر انتشاراً بين الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأشخاص المشردون والمهاجرون القادمون من دول أفريقيا جنوب الصحراء وشمال أفريقيا. هذا يجعل مكافحة المرض مسؤولية صحية واجتماعية تتطلب وعياً ودعماً.

على الرغم من التقدم الطبي، يسجل حوالي 5000 حالة جديدة من السل سنوياً في فرنسا. وجود مراكز متخصصة مثل المركز العلاجي في بليغني يبقى ضرورياً للغاية لمكافحة الوباء ومساعدة أولئك الذين يواجهون أشكالاً شديدة من هذا المرض.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.