ماكرون يحذر من "تصعيد لا يمكن السيطرة عليه" في الشرق الأوسط ويدعو للدبلوماسية

ماكرون يحذر من "تصعيد لا يمكن السيطرة عليه" في الشرق الأوسط ويدعو للدبلوماسية

في كلمات قليلة

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أقصى درجات ضبط النفس والعودة إلى الدبلوماسية لتجنب تصعيد "لا يمكن السيطرة عليه" في الشرق الأوسط بعد الضربات على مواقع إيرانية. وأكد أن الحل الوحيد هو المفاوضات لضمان عدم امتلاك إيران للسلاح النووي.


دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد، 22 يونيو 2025، إلى تجنب «تصعيد لا يمكن السيطرة عليه» في الشرق الأوسط، وذلك خلال افتتاح اجتماع لمجلس الدفاع. يأتي هذا النداء بعد أن طالب ماكرون الرئيس الإيراني بممارسة «أقصى درجات ضبط النفس» للسماح «بالعودة إلى المسار الدبلوماسي».

قال الرئيس الفرنسي في بداية اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي في الإليزيه: «لا يمكن لأي رد عسكري بحت أن يحقق النتائج المرجوة»، دون أن يدين صراحة التدخل الأمريكي. كان هذا هو الاجتماع الثالث لمجلس الدفاع الذي ينظم منذ بدء العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل في 13 يونيو 2025 في إيران، متذرعة بتهديد حصول إيران على القنبلة الذرية.

وأضاف: «استئناف المناقشات الدبلوماسية والفنية هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه جميعاً، وهو ألا تتمكن إيران من امتلاك السلاح النووي، وأيضاً لتجنب أي تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في المنطقة».

أعلنت الرئاسة مساء الأحد عن عقد اجتماع جديد لمجلس الدفاع يوم الثلاثاء، 24 يونيو 2025، «لتقييم كافة الإجراءات المتخذة». حدد الاجتماع السابق «جهود خفض التصعيد» و«البحث عن مسار دبلوماسي يضمن مراقبة برنامج إيران النووي والباليستي» ضمن «أولويات عمل فرنسا».

ومن المقرر أن يتوجه إيمانويل ماكرون إلى النرويج يوم الاثنين، 23 يونيو 2025، قبل أن يعود إلى باريس يوم الثلاثاء لرئاسة الاجتماع، ثم يتوجه في اليوم نفسه إلى هولندا لحضور قمة الناتو التي سيشارك فيها أيضاً دونالد ترامب.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها «دمرت» برنامج طهران النووي بقصفها ثلاثة من مواقعها الرئيسية يوم الأحد، 22 يونيو 2025، لتنضم إلى الهجوم الذي شنته إسرائيل. وصف إيمانويل ماكرون هذا التوقيت بأنه «لحظة خطيرة للسلام والاستقرار في الشرق الأدنى والأوسط، مع تأثيرات واضحة جداً على أمننا الجماعي أيضاً»، وذلك بعد الضربات الأمريكية. وفي وقت سابق، أجرى الرئيس الفرنسي محادثات هاتفية مع معظم نظرائه في المنطقة وأوروبا.

ودعا الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إلى «خفض التصعيد، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس» للسماح «بالعودة إلى المسار الدبلوماسي».

وفي بيان مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، حث ماكرون أيضاً إيران على «عدم اتخاذ أي إجراءات أخرى من شأنها زعزعة استقرار المنطقة» رداً على الضربات الأمريكية. قال القادة الأوروبيون الثلاثة: «ندعو إيران إلى الانخراط في مفاوضات تؤدي إلى اتفاق يلبي جميع المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي. نحن مستعدون للمساهمة في تحقيق هذا الهدف بالتنسيق مع جميع الأطراف».

في اتصاله بنظيره الإيراني، كرر الرئيس الفرنسي أيضاً دعوته إلى الإفراج الفوري عن المواطنين الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري، المحتجزين في إيران.

كما بحث مجلس الدفاع مصير الفرنسيين الراغبين في مغادرة إيران وإسرائيل، بهدف «تسريع» مغادرتهم. أعلنت وزارتا الخارجية والقوات المسلحة الفرنسيتان مساء الأحد، 22 يونيو 2025، أن فرنسا قررت تخصيص طائرات عسكرية من طراز A400M لنقل المواطنين الفرنسيين «الذين يرغبون في ذلك من مطار بن غوريون في إسرائيل إلى قبرص». وأوضحتا أن هذه الرحلات ستتم «رهناً بموافقة إسرائيلية» وستضاف إلى الرحلات المدنية المستأجرة من عمان.

وأكد الإليزيه أن الرئيس الفرنسي «طلب أيضاً أن نبقى على أهبة الاستعداد الكاملة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة الذي يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن، ودعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي».

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.