
في كلمات قليلة
نشرت عدة جمعيات فرنسية تقريراً يسلط الضوء على أزمة حادة في الوصول إلى مياه الشرب في الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، واصفةً ذلك بـ «التمييز البيئي». تطالب الجمعيات السلطات الفرنسية بالاعتراف بالمشكلة وتوفير التمويل اللازم لحلها.
«في أي مكان آخر في فرنسا، لن يتم قبول مثل هذا الوضع»، هكذا تعبّر الجمعيات عن يأسها. لقد نشرت تقريراً تشير فيه إلى «مشكلة قانونية تتحدى مبدأ المساواة».
نشرت عدة جمعيات يوم 23 يونيو 2025 تقريراً لإدانة التمييز في الحصول على المياه في الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار. هذا التقرير، بعنوان «عطش للعدالة - العمل ضد التمييز البيئي في الحصول على المياه في الأراضي المسماة ما وراء البحار»، تدعمه بشكل خاص جمعيات مثل Guyane Nature Environnement وNotre Affaire à Tous.
يعتمد التقرير على عمل طلاب القانون الذين أجروا تقييماً للوضع في كل إقليم على حدة، وأجروا مقابلات مع مختلف الجهات الفاعلة المحلية. يؤكد النص أن «صعوبات الوصول إلى مياه الشرب في الأراضي المسماة ما وراء البحار تمثل أزمة كبرى، لها عواقب يومية درامية ومتزايدة على حقوق الإنسان للبالغين والأطفال الذين يعيشون هناك».
في مواجهة هذا الوضع الذي يعتبرونه «مقلقاً»، تنشر الجمعيات المحلية والوطنية هذا التقرير الجماعي «لتنبيه السلطات الفرنسية والأمم المتحدة» إلى ما تصفه بأنه «تمييز بيئي خطير».
من بين المشكلات المطروحة، يسرد التقرير بشكل خاص «الصعوبات الفنية والبنية التحتية التي تؤدي إلى انقطاعات منتظمة للمياه، والتلوث الشديد الذي يؤثر على صلاحية المياه للشرب، وكذلك التسعير المرتفع للغاية في بعض الأماكن». هذا الوضع، وفقاً للمؤلفين، «يجب أن يُنظر إليه في ضوء الخدمة المعيبة والصعوبات الاقتصادية للأراضي المسماة ما وراء البحار»، ولكنه لن يتم التسامح معه في فرنسا الأم. يؤكد المؤلفون: «لا يمكن أبداً أن تستمر مثل هذه الحالات في منطقة في فرنسا الأم».
ويشدد المؤلفون على أن هذه الصعوبات «تؤثر بشدة على الحقوق الأساسية المختلفة المتعلقة بالمياه – الحق في الصحة، والحياة الخاصة والعائلية، والكرامة الإنسانية، وكذلك السكن اللائق والعمل – لسكان الأراضي المسماة ما وراء البحار بشكل عام، والأطفال بشكل أكثر حدة». ومن المتوقع أن «تتفاقم هذه الصعوبات مع تغير المناخ».
في غوادلوب، يفقد الأطفال أكثر من شهر من الدروس في السنة في المتوسط، فقط بسبب انقطاع المياه وتلوث المياه في المدارس.
صبري كاجولي، محامية ومؤسسة جمعية «كيمبي رِيد» (تعني «تمسك بقوة» باللغة الكريولية)
ومع ذلك، فإن هذه الصعوبات ليست «أمراً حتمياً»، وفقاً للتقرير، وليست «صدفة تؤثر بالصدفة على الأراضي المسماة ما وراء البحار». يتحدث النص عن «مواقف» «تجمع جميع العناصر المكونة للتمييز البيئي غير المباشر الناتج عن تقاعس الدولة». يقول المؤلفون إنها «مشكلة قانونية» «تتحدى مبدأ المساواة» و«تدفعنا بالتالي إلى فهم وضع الأراضي المسماة ما وراء البحار ليس فقط على أنه غير عادل، بل في الواقع على أنه غير قانوني».
يكرر جيريمي سويسا، المندوب العام لجمعية Notre Affaire à Tous، أن المعلومات المجمعة «تثبت بشكل درامي إلى أي مدى لا يتم التعامل مع الأراضي المسماة ما وراء البحار مثل بقية الأراضي الفرنسية». ويصر على أنه «في أي مكان آخر في فرنسا، لن يتم قبول مثل هذا الوضع». «نحن نتحدث هنا عن الوصول إلى مياه الشرب، الشرط الأول للحياة البشرية بأكملها، في عام 2025».
لذلك، تؤكد الجمعيات أنه «من الضروري بشكل عاجل فهم وضع الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار (DROM) على حقيقته – تمييز بيئي – حتى تكون الإجراءات المتخذة كافية الحجم وتؤثر أخيراً بشكل إيجابي على الحياة اليومية للسكان».
وبذلك، تطرح الجمعيات عدة مطالب «بدونها لا يمكن الأمل في تحسن». تطالب بشكل خاص بالاعتراف بـ«التمييز البيئي الإقليمي»، وكذلك «زيادة قوية في الاعتمادات المخصصة من قبل الدولة، على الأقل إلى المستوى الأدنى للاحتياجات التي تم تقييمها بدقة لضمان وصول طبيعي إلى مياه الشرب لهذه الأراضي». في هذا الصدد، يجب على الدولة، وفقاً للتقرير، «تخصيص اعتمادات أكبر بكثير – بما يعادل الاحتياجات المقدرة بأكثر من 2.36 مليار يورو فقط للتعويض عن النقص – لبدء تحسن حقيقي في الخدمات يسمح بإعادة بناء ثقة الممولين الخارجيين والمستخدمين».