
في كلمات قليلة
أثار الكاتب الفرنسي المعروف فريدريك بيغبدير جدلاً بتصريح حول أصول "ثقافة الإلغاء". ربط بيغبدير هذه الظاهرة بالشيوعيين السابقين الذين وصفهم بأنهم أصبحوا "برجوازيين صغارًا"، وذلك في تعليقه على كتاب يتناول تاريخ حركات الطليعة الفكرية والفنية في فرنسا خلال القرن العشرين.
أطلق الكاتب الفرنسي الشهير فريدريك بيغبدير تصريحًا مثيرًا للجدل بشأن أصول ظاهرة "ثقافة الإلغاء".
جاء تعليق بيغبدير في سياق مناقشة كتاب جديد للكاتب جاك هنريك بعنوان "المدنسون" (Les Profanateurs). يتناول هذا الكتاب بنظرة نقدية إرث حركات الطليعة الفكرية والفنية في فرنسا خلال القرن العشرين، بدءًا من السرياليين ومؤلفي "الرواية الجديدة" ومرورًا بجماعة "تيل كيل" ومخرجي "الموجة الجديدة" في السينما وصولًا إلى مفكري التفكيك مثل دريدا وفوكو وديغول، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل غويوتا وجينيه وبارت ولاكان وموراي.
يعرض هنريك في كتابه، المعتمد على مذكراته الشخصية، مسار هذه الحركات ومصيرها منذ منتصف الستينات، مشيرًا إلى أن العديد من روادها إما رحلوا أو، ما هو أسوأ، باتوا طي النسيان. ويُظهر الكتاب نقدًا ذاتيًا لهذا الإرث، حيث يقتبس بيغبدير عن هنريك قوله: "لقد أخطأنا بشدة، فلنقل الكلمة".
وفي هذا السياق، يربط بيغبدير بين هذا التحليل لتاريخ الأفكار وتطوره وبين ظاهرة "ثقافة الإلغاء". يصرح بيغبدير قائلاً: "الشيوعيون تحولوا إلى برجوازيين صغارًا. هؤلاء هم الأشخاص الذين اخترعوا ثقافة الإلغاء". بهذا التصريح، يقدم بيغبدير رؤية ترى أن "ثقافة الإلغاء" الحالية هي نتاج لتحول وتغير أصاب الحركات اليسارية والفكرية التي نشأت في القرن الماضي.