
في كلمات قليلة
تشهد مدينة ليون الفرنسية جدلاً بين المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية (Crif) وبلدية المدينة بسبب لافتة تدعو لوقف إطلاق النار في غزة معلقة على مبنى البلدية. Crif يرى أن ذلك ينتهك مبدأ الحياد، بينما تدافع البلدية عن الرسالة باعتبارها تعكس الموقف الفرنسي الرسمي.
اندلع جدل في مدينة ليون الفرنسية بسبب لافتة كبيرة تدعو إلى "وقف إطلاق النار في غزة"، تم تعليقها على سياج مبنى البلدية. طالب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا بمنطقة أوفيرن-رون-ألب (Crif Aura) بإزالة اللافتة فوراً، معتبراً أنها انتهاك لمبدأ الحياد الأساسي للخدمة العامة كما يضمنه القانون الفرنسي.
ويرى Crif أن بلدية ليون، التي تقودها أغلبية من حزب البيئة، حولت المبنى الحكومي إلى "لوحة رأي" أو "ملحق بوزارة الخارجية"، وهو أمر غير مقبول لمرفق عام. وأضاف Crif في بيانه أن "التعاطف لا يبرر المانوية" و"الألم لا يعفي من فقدان التوازن"، داعياً إلى احترام عالمية القانون من كلا الجانبين في الصراع، وليس فقط جانب واحد.
اللافتة، وهي عبارة عن قطعة قماش أرجوانية، معلقة على سياج مبنى البلدية منذ أكثر من أسبوع وأثارت نقاشات حادة. أكد محيط رئيس بلدية ليون، غريغوري دوسيه، أنهم لم يتم الاتصال بهم مباشرة من قبل Crif بخصوص هذه اللافتة. في المقابل، دافع مسؤولو البلدية عن اللافتة، مؤكدين أنها "تتوافق مع الموقف الدولي لفرنسا وموقف رئيس الجمهورية"، وأن الرسالة تم اختيارها بناءً على هذا الموقف الرسمي للدولة الفرنسية.
يأتي هذا الحادث على خلفية نقاشات واسعة في فرنسا حول الصراع في الشرق الأوسط. كان رئيس بلدية ليون، غريغوري دوسيه، قد أعرب سابقاً عن تأييده للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وعبر عن قلقه العميق بشأن الوضع في غزة، مؤيداً حل "الدولتين". كما أن جزءاً من القوى السياسية اليسارية في فرنسا تضغط بنشاط على رؤساء البلديات الآخرين لتعليق شراكاتهم مع المدن الإسرائيلية، مستندين إلى الوضع الإنساني في غزة. وتعتبر بعض التحليلات أن هذه المبادرات ليست عفوية وتأتي قبل الانتخابات البلدية القادمة.
تثير هذه القضية في ليون تساؤلات مهمة حول حدود التعبير السياسي على المباني الحكومية ودور السلطات المحلية في تسليط الضوء على النزاعات الدولية والتعليق عليها.