
في كلمات قليلة
قال نائب رئيس البرلمان الفرنسي رولان ليسكور إن أوروبا غير مستعدة للحرب، مما يضعف صوتها في قضايا السلام. وأشار إلى تعزيز الدفاع الأوروبي تحت الضغط الأمريكي ودور واشنطن في الصراعات الدولية.
في أعقاب قمة حلف الناتو الأخيرة، تحدث نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، رولان ليسكور، عن الوضع الحالي للدفاع الأوروبي ودور القارة في الساحة الدولية. يرى ليسكور أن أوروبا اليوم "غير مستعدة للحرب"، مما يجعل من الصعب عليها أن تكون "صوتاً قوياً للسلام".
في سياق مناقشة نتائج قمة الناتو في هولندا، حيث وافقت الدول الأعضاء على زيادة ميزانياتها الدفاعية، أشار ليسكور إلى أن التحركات الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، أظهرت الدور الريادي للولايات المتحدة في قضايا الأمن. أكد أنه رغم ذلك، فإن أوروبا ليست "خاضعة" لقرارات واشنطن، لكنه أقر بأن جزءاً كبيراً من خطوات تعزيز الدفاع الأوروبي تأتي تحت الضغط الأمريكي.
وفقاً لليسكور، فإن أوروبا "تستيقظ" في مسائل الدفاع منذ عقود. مبدأ "إذا أردت السلام فاستعد للحرب" لا يزال سارياً اليوم، لكن أوروبا وجدت نفسها غير مستعدة له. ومع ذلك، فإن دولاً، بما في ذلك فرنسا، دعت منذ فترة طويلة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي. من المتوقع زيادة كبيرة في الميزانيات العسكرية لجعل "الركيزة" الأوروبية في الناتو قوية حقاً إلى جانب الركيزة الأمريكية. ذكر ليسكور أن الولايات المتحدة حالياً تنفق على الدفاع ضعف ما ينفقه الاتحاد الأوروبي بأكمله.
الهدف من تعزيز القوة العسكرية الأوروبية ليس الحرب، بل زيادة وزنها في المناقشات الدولية. اعترف ليسكور بأن العديد من العمليات تحدث تحت ضغط الرئيس الأمريكي، وأشار إلى أسلوبه الفريد في التعامل مع الحلفاء. ومع ذلك، يصر على أن القادة الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي، يمكنهم "الرد" على ترامب، والأهم هو أن الولايات المتحدة تظهر في النهاية الاحترام للحلفاء.
لدى مناقشة مواقف فرنسا وألمانيا، لاحظ ليسكور أنه رغم وجود فروق دقيقة في تقييم أحداث معينة، مثل الإجراءات الإسرائيلية في إيران، إلا أن باريس وبرلين متحدتان في الأمور الأساسية. ألمانيا، حسب قوله، تقوم "بانعطاف 180 درجة" بعد عقود من السياسة المسالمة التي اعتمدت فيها على الحماية الأمريكية. تستثمر ألمانيا الآن مئات المليارات من اليورو في الدفاع، وهناك خطط لتطوير دبابات ومقاتلات بشكل مشترك. كلا البلدين يدعوان إلى احترام القانون الدولي.
تعليقاً على التكهنات بشأن إمكانية حصول دونالد ترامب على جائزة نوبل للسلام، افترض ليسكور أن ترامب نفسه يفكر في ذلك منذ فترة طويلة، مستلهماً من مثال باراك أوباما. أشار إلى أن استخدام الولايات المتحدة "ترسانة عسكرية قوية للغاية" يمكن أن يكون له تأثير. إذا أدت الإجراءات الأمريكية إلى السلام بين إيران وإسرائيل، ووقف المعاناة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، فإن ليسكور مستعد ليقول: "شكراً لك، سيد ترامب".