لوك فيري: هل تصبح أوروبا 'مستعمرة أمريكية' بسبب إعادة التسليح والتبعية التكنولوجية؟

لوك فيري: هل تصبح أوروبا 'مستعمرة أمريكية' بسبب إعادة التسليح والتبعية التكنولوجية؟

في كلمات قليلة

يرى الفيلسوف الفرنسي لوك فيري أن إعادة تسليح أوروبا استجابةً للصراعات العالمية قد يعزز تبعيتها للولايات المتحدة، لا سيما في مجال التكنولوجيا، مما قد يحول القارة إلى "مستعمرة" أمريكية ويهدد استقلاليتها الاستراتيجية.


في تحليل نقدي لاذع، يرى الفيلسوف والكاتب الفرنسي لوك فيري أن عملية إعادة تسليح أوروبا، التي تفرضها التحديات الأمنية الراهنة والصراعات العالمية، قد تحمل في طياتها خطر تحول القارة إلى ما يشبه «مستعمرة أمريكية» تابعة.

يشير فيري إلى أن الصراعات العالمية الحالية، التي لها تداعيات مباشرة على الأمن الأوروبي، أعادت إلى الواجهة موضوع ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية. ومع ذلك، يرى أن أوروبا، التي اعتادت على فترات السلام الطويلة، بدت غير مستعدة بشكل كافٍ لهذا التحدي، حيث غارقة لسنوات في نوع من «السبات»، لتصبح في الواقع «مقاطعة أخرى للإمبراطورية الأمريكية»، فاقدة جزءاً كبيراً من استقلاليتها.

ويستشهد كمثال على هذا التبعية بقيام دول أوروبية عديدة، مثل إيطاليا وألمانيا والدنمارك وبولندا وسويسرا وغيرها، بشراء كميات كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية الحديثة، وعلى رأسها مقاتلات إف-16 وإف-35. هذا الشراء المكثف يعكس اعتماداً عميقاً على الصناعات الدفاعية الأمريكية.

يؤكد لوك فيري أن مسألة التبعية تتجاوز الجانب العسكري البحت لتشمل مجال التكنولوجيا بشكل حرج، وخاصة في القطاع الرقمي. ويصف هذه التبعية، نقلاً عن خبراء، بأنها وضع «مأساوي» بالنسبة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فالتفوق الأمريكي في هذا المجال يجعل أوروبا عرضة للخطر وتحد من قدرتها على المنافسة والتحكم في بياناتها وبنيتها التحتية الرقمية.

لذلك، يخلص فيري إلى أن هناك حاجة ملحة وفورية لأوروبا للتغلب على هذه التبعية، لا سيما في المجالات التكنولوجية الأساسية، لضمان أن إعادة التسليح الفعلية لا تؤدي إلى فقدان الاستقلال الاستراتيجي الكامل والخضوع للمصالح الأمريكية. المسار نحو استعادة السيادة التكنولوجية والدفاعية هو التحدي الأكبر أمام أوروبا اليوم.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.