إيران تشن حملة قمع واسعة ضد "جواسيس إسرائيل": مئات الاعتقالات والإعدامات وتدابير أمنية مشددة

إيران تشن حملة قمع واسعة ضد "جواسيس إسرائيل": مئات الاعتقالات والإعدامات وتدابير أمنية مشددة

في كلمات قليلة

تشهد إيران حملة واسعة ضد من تشتبه في ارتباطهم بإسرائيل، حيث تجاوز عدد المعتقلين 700 شخص وتم إعدام عدد منهم خلال عشرة أيام. يستخدم النظام تدابير مشددة مثل تدقيق الهواتف ودعوات الوشاية لمواجهة ما يعتبره اختراقاً إسرائيلياً.


شنت السلطات الإيرانية حملة غير مسبوقة تستهدف من يُشتبه في ارتباطهم بإسرائيل. وبحسب وسائل الإعلام الرسمية، فقد تم اعتقال أكثر من 700 شخص خلال الأيام العشرة الماضية، منذ بدء الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، كما تم إعدام عدد منهم. النظام، الذي يُعتقد أنه اهتز جراء الهجمات الإسرائيلية واختراق أجهزته، يقوم بتدقيق هواتف المواطنين وينشر دعوات للوشاية والإبلاغ.

في أعقاب وقف إطلاق النار الأخير بين إيران وإسرائيل، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية حصيلة الاعتقالات التي جرت منذ بداية الهجمات الإسرائيلية. الرقم صادم ويحمل تحذيراً: أكثر من 700 شخص تم توقيفهم خلال الأيام العشرة الماضية بتهم تتعلق بصلات مزعومة مع إسرائيل. وذكرت وكالة أنباء فارس، المقربة من الحرس الثوري الإسلامي، أن التهم الموجهة للمعتقلين تشمل، من بين أمور أخرى، «قيادة والتحكم في طائرات مسيرة صغيرة وطائرات انتحارية، وتصنيع قنابل يدوية، والتقاط صور لمواقع عسكرية حساسة، وإرسال معلومات إلى الجيش الإسرائيلي».

صباح يوم الأربعاء، تم إعدام ثلاثة أكراد في مدينة أورميا، قرب الحدود مع تركيا. وأوضحت وكالة ميزان للأنباء، التابعة للسلطة القضائية، أن إدريس علي، آزاد شجاعي، ورسول أحمد رسول، أدينوا بتهمة «التعاون مع النظام الصهيوني» (الاسم الذي يُطلق على إسرائيل في إيران) في قضية مقتل مهندس نووي إيراني عام 2020. وأعلنت الوكالة: «تم تنفيذ الحكم صباح اليوم (...) وتم شنقهم».

خلف لهجة البيان المقتضبة، يكمن تهديد واضح. فبعد الصراع المفتوح غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، شنت السلطات الإيرانية «حملة مطاردة ساحرات» حقيقية داخل البلاد. وكشفت العملية الإسرائيلية «الأسد الصاعد»، التي شملت اغتيالات مستهدفة لقيادات في الحرس الثوري، عن مدى اختراق الموساد لدوائر القيادة العسكرية العليا. اهتز النظام في قواعده، وضعف جراء الضربات التي استهدفت ترسانته النووية والباليستية.

الخوف من الضربات الخارجية حلّ محله الخوف من الملاحقة الداخلية. في المجتمع المدني، تتداول شائعات حول اعتقال عدد من شخصيات المعارضة، لكن المعلومات مشوشة بسبب القيود المفروضة على الإنترنت. يُخشى من «آلاف الاعتقالات وأعمال وحشية من قبل الجهاز القضائي» في الأسابيع المقبلة. لوحظ انتشار قوات الباسيج، المسؤولة عن الأمن الداخلي، وهي تحمل بنادق الكلاشينكوف بدلاً من هراواتها أو أسلحتها المعتادة، في إشارة إلى نية ردع أي محاولات للتجمع.

يعرب المجتمع المدني أيضاً عن قلقه بشأن نقل سجناء سياسيين، بمن فيهم شخصيات معروفة، من سجن إيفين سيئ السمعة إلى وجهات مجهولة. ومن بين هؤلاء الطبيب الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي، المسجون منذ تسع سنوات والمحكوم عليه بالإعدام بتهمة التجسس. وفقاً لمنظمة العفو الدولية، تم نقل جلالي إلى مركز احتجاز آخر، وهناك مخاوف من تنفيذ وشيك لحكم الإعدام بحقه.

تسارعت وتيرة الإعدامات في سياق اتهامات بالتجسس لصالح إسرائيل. وبحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، فقد تم إعدام ما لا يقل عن عشرة أشخاص على يد الجمهورية الإسلامية منذ بداية ما يُعرف بـ «حرب الأيام الاثني عشر». بالإضافة إلى الأكراد الثلاثة الذين أُعدموا يوم الأربعاء بتهمة «التجسس» لصالح «الدولة الصهيونية»، كانت السلطات الإيرانية قد أعلنت الأحد والاثنين الماضيين عن إعدام رجلين متهمين بالعمل كعملاء للموساد.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.