
في كلمات قليلة
نظمت مسيرة الفخر السنوية في باريس بمشاركة واسعة لدعم حقوق مجتمع الميم، لكنها شهدت جدلاً حاداً بسبب ملصق اعتبر عنيفاً وإعلان عن مسيرة مضادة، مما دفع السلطات الإقليمية لتعليق الدعم المالي للمنظمين.
شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت، 27 يونيو 2025، مسيرة الفخر السنوية (Gay Pride) التي شارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص. نظم الحدث لدعم حقوق مجتمع الميم (LGBT)، لكنه لم يخل من الجدل السياسي والخلافات التي طالته هذا العام.
انطلقت المسيرة، التي نظمتها منظمة Inter-LGBT التي تضم حوالي خمسين جمعية، من وسط باريس بالقرب من القصر الملكي، واتجهت نحو شرق العاصمة لتنتهي في ساحة الأمة. صرحت كلارا بريفيه، نائبة رئيس Inter-LGBT، لوكالة الأنباء الفرنسية بأن المسيرة تهدف إلى النضال «ضد الرجعية الدولية»، مشيرة إلى أن «حقوق الأشخاص من مجتمع الميم+ تتعرض للهجوم في العديد من البلدان».
كان من أبرز نقاط الجدل الملصق الرسمي للمسيرة. تعرض الملصق لانتقادات حادة من قبل بعض الجمعيات وشخصيات سياسية يمينية ووطنية. يُظهر الملصق رجلاً بدا وكأنه مشنوق بربطة عنقه وفاقداً للوعي، وله وشم صليب سلتيكي (رمز للحركات اليمينية المتطرفة) على رقبته، مما فُسِّر على أنه دعوة للعنف. رداً على ذلك، قررت رئيسة منطقة إيل دو فرانس، فاليري بيكريس، تعليق جميع الإعانات الجارية التي كانت مخصصة لمنظمي المسيرة.
من جهة أخرى، أثار إعلان مجموعة الناشط يوهان باور، المرتبط بحزب إريك زمور، عن تنظيم «مسيرة مضادة» جدلاً آخر. تقدم هذه المجموعة نفسها على أنها تقاتل «الانحرافات الأيديولوجية الووكيّة والمثليّة». وصف منظمو المسيرة الرئيسية هذه الخطوة بأنها «مسيرة مضادة من مجموعة يمينية متطرفة، معادية للمتحولين جنسياً» وأكدوا أن مسيرتهم لن تبدأ طالما تواجدت هذه المجموعة.
في سياق متصل، تشهد دول أخرى أحداثاً مشابهة أو مرتبطة بحقوق مجتمع الميم. ففي المجر، حظرت الشرطة مسيرة الفخر المحلية، لكن المنظمين يأملون في تنظيمها بمشاركة 35 ألف شخص تحدياً لرئيس الوزراء فيكتور أوربان. وفي الولايات المتحدة، خاصة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، ازداد التوتر بالنسبة لمجتمع الميم، مع انتقاداته لسياسات التنوع والشمول.
على الرغم من هذه الخلافات والجدل، أقيمت مسيرة باريس واختتمت بفعالية فنية على منصة استمرت لعدة ساعات.