جمعية كورسيكا الفرنسية تعترف بدولة فلسطين وتدين "جرائم" إسرائيل: قرار رمزي يدعو باريس للتحرك

جمعية كورسيكا الفرنسية تعترف بدولة فلسطين وتدين "جرائم" إسرائيل: قرار رمزي يدعو باريس للتحرك

في كلمات قليلة

تبنت جمعية كورسيكا الفرنسية قراراً يعترف بوجود دولة فلسطين ويدين أفعال الحكومة الإسرائيلية، داعية الحكومة الفرنسية للاعتراف بها. يعتبر هذا القرار رمزياً نظراً لمحدودية سلطات الجمعية الإقليمية.


أعلنت جمعية كورسيكا، التي تتمتع بسلطات تشريعية محلية معينة منذ إنشائها عام 1982، عن قرارها "الاعتراف بوجود دولة فلسطين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة السابقة". تم تبني هذا القرار، في اقتراح، يوم الجمعة.

في حين يؤكد القرار مجدداً على "حق إسرائيل في الوجود بأمن وسلام، احتراماً للقانون الدولي"، فإنه "يعتبر" أن "الأفعال المتكررة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية" "ترقى إلى مستوى الجرائم الدولية، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية". أخيراً، تتمنى جمعية كورسيكا أن "تعترف حكومة الجمهورية الفرنسية بوجود دولة فلسطين دون تأخير" وأن تعلق شحناتها من المعدات العسكرية.

حظيت هذه المبادرة بترحيب من قبل تيار اليسار المتطرف في فرنسا. طالب يونس عمرجي، نائب رئيس البرلمان الأوروبي الفرنسي، قائلاً: "يجب أن يدفع هذا العمل القوي إلى حركة أوسع، قادمة من الأقاليم، لإجبار الدولة الفرنسية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووضع حد لمعاناة غزة". أشادت شخصيات بارزة من حركة "فرنسا الأبية" (La France Insoumise)، مثل توماس بورتس ومانون أوبراي ومانويل بومبار، بهذا القرار.

ومع ذلك، فإن تأثير هذا القرار رمزي للغاية ولا يحمل قيمة قانونية حقيقية، حيث أن كورسيكا ليست دولة مستقلة. منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، أعلنت عدة دول، بما في ذلك إسبانيا وأيرلندا، اعترافها بدولة فلسطين. لكن هذا التغيير القانوني لم يؤدِ إلى إنهاء القتال أو استعادة الرهائن المتبقين.

بشكل عام، بينما يعد الاعتراف عملاً قانونياً سهلاً - تتطلبه سلطة سياسية للتعبير عنه من خلال عمل رسمي (إعلان، معاهدة، وثيقة) - فإن فائدته تصطدم بعدة عقبات محتملة. أولاً، يجب أن تتوفر للدولة ثلاثة عناصر أساسية: إقليم، وسكان، وسلطة عامة. أين ستُنشأ دولة فلسطينية محتملة؟ في الضفة الغربية، الممزقة بالمستوطنات الإسرائيلية؟ في القدس، التي أعلنت إسرائيل عاصمتها غير القابلة للتجزئة؟ أم في غزة، التي دمرتها المعارك؟

ثانياً، السلطة الفلسطينية، التي يرأسها محمود عباس الذي انتهت ولايته الرئاسية في عام 2009، تتعرض للانتقاد بانتظام بسبب تساهلها المفترض مع إسرائيل وفسادها. أخيراً، هل يمكن لأحفاد اللاجئين الفلسطينيين، الذين يقدر عددهم بـ 5.8 مليون شخص من قبل وكالة الأمم المتحدة المخصصة لهم (الأونروا)، الحصول على جنسيتها؟ وفي هذه الحالة، هل ستقبل إسرائيل بجار يزداد عدد سكانه فجأة؟

إن الاعتراف بالدولة لا يعادل بالضرورة تهدئة علاقاتها مع جيرانها. اعترفت 146 دولة (من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة) بفلسطين منذ إعلان استقلالها عام 1988 في الجزائر. ومع ذلك، استمرت التوغلات الإسرائيلية، فضلاً عن حركة الاستيطان في غزة (حتى عام 2005) وفي الضفة الغربية.

معظم الدول الغربية - كندا، الولايات المتحدة، ألمانيا، المملكة المتحدة، اليابان... - لا تعترف بفلسطين. ومع ذلك، فإن وزنها في الساحة الدولية يظل مهماً. خاصة وزن الولايات المتحدة، الداعم الأول لإسرائيل. بدون ضغط أمريكي، ستحتفظ حكومة نتنياهو بحرية التصرف الكاملة لمواصلة حربها وضم الضفة الغربية التدريجي. دونالد ترامب، من جانبه، يريد تحويل غزة إلى "ريفييرا" شرقية، تحت السيطرة الأمريكية، مع "طرد" السكان "مؤقتاً" إلى البلدان المجاورة، لكن أياً منها لم يبدِ استعداده لذلك، بل على العكس تماماً.

علاوة على ذلك، صوت البرلمان الإسرائيلي على قرار يعارض "إنشاء دولة فلسطينية". من المؤكد أن الاعتراف الإسرائيلي سينعش العلاقات بين باريس وتل أبيب، المتوترة بالفعل بعد أن قال إيمانويل ماكرون في أكتوبر الماضي إنه "ليس متأكداً من أننا ندافع عن حضارة بزرعنا البربرية بأنفسنا". منذ ذلك الحين، يتحدث الرئيس الفرنسي علناً عن الاعتراف بدولة فلسطينية، دون تحديد نطاقها الجغرافي والسكان المعنيين.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.