
في كلمات قليلة
دخل توجيه جديد للاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ يلزم الشركات الخاصة بتكييف خدماتها الرقمية لتكون متاحة للأشخاص ذوي الإعاقة. يهدف هذا التوجيه إلى تيسير الوصول لخدمات مثل التجارة الإلكترونية، النقل، والخدمات المصرفية للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة.
دخل توجيه أوروبي جديد حيز التنفيذ في دول الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من يوم السبت، يهدف إلى جعل الخدمات الرقمية أكثر تيسيرًا للجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة. بموجب هذا التوجيه، أصبح على الشركات الخاصة التي تقدم خدمات رقمية عبر الإنترنت، مثل التسوق وحجز التذاكر والخدمات المصرفية، تكييف منصاتها لتكون متاحة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والسمعية والإعاقات المعرفية والحركية.
في السابق، كانت التزامات الوصول الرقمي تقع بشكل أساسي على الإدارات العامة والشركات الكبيرة التي يتجاوز حجم مبيعاتها السنوية 250 مليون يورو. الآن، يشمل التوجيه الجديد مجموعة واسعة من الشركات الخاصة العاملة في مجالات التجارة الإلكترونية، والنقل، والبنوك، والاتصالات، والخدمات السمعية والبصرية، والكتب الرقمية. يُستثنى من هذا الالتزام الشركات الصغيرة جدًا التي لديها أقل من 10 موظفين ويقل حجم مبيعاتها السنوية عن مليوني يورو.
أكدت منظمات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على الحاجة الملحة لهذه التغييرات. على سبيل المثال، يواجه الأشخاص المكفوفون صعوبة كبيرة في استخدام شاشات اللمس الحديثة في محطات الدفع أو التنقل عبر المواقع الإلكترونية. عدم وجود استجابة لمسية على لوحات اللمس أو الترميز غير الصحيح للعناصر على صفحات الويب يمكن أن يجعل عملية الشراء أو الحجز مستحيلة بدون مساعدة خارجية. ويشكل اختبار CAPTCHA الرسومي، المصمم لمنع الطلبات الآلية، عائقًا كبيرًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر.
وفقًا لإحصاءات من إحدى الجمعيات التي قامت بتحليل 202 موقع تجارة إلكترونية، تبين أن أربعة مواقع فقط من هذه المواقع تتوافق تمامًا مع متطلبات الوصول. ومن بين 57 خدمة مصرفية تم فحصها، كان هناك 28 خدمة متوافقة.
تتطلب اللائحة الجديدة تكييف الخدمات عبر الإنترنت لتناسب أنواعًا مختلفة من الإعاقات. يشمل ذلك إضافة ترجمات للفيديوهات للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، واستخدام لغة مبسطة للأشخاص ذوي الإعاقات المعرفية، وتطبيق خطوط خاصة للأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة، بالإضافة إلى تمكين التنقل باستخدام التقنيات المساعدة (مثل قارئات الشاشة والمكبرات) واختصارات لوحة المفاتيح للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية أو الحركية. كما يجب أن تُقدم الصور التي تحتوي على معلومات مهمة مصحوبة بوصف نصي بديل.
يشير الخبراء إلى أنه على الرغم من أن البيئة الرقمية يمكن أن تبسّط بشكل كبير الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن العديد من الموارد عبر الإنترنت لا تزال غير متاحة لهم، مما يزيد من عزلتهم الاجتماعية. إن تعزيز إمكانية الوصول إلى المواقع لا يساعد فقط حوالي 17٪ من السكان الذين يعانون من إعاقة، بل يحسن أيضًا تجربة المستخدم للجميع دون استثناء.
يمثل تطبيق هذه التغييرات تحديًا كبيرًا للعديد من الشركات، وستكون العملية تدريجية. تعتزم الهيئات التنظيمية العمل على زيادة وعي الشركات بالتزاماتها الجديدة. ويؤكد المتخصصون على أن الطريقة الأكثر فعالية واقتصادية هي دمج ميزات الوصول منذ مرحلة تصميم المنتجات الرقمية، بدلاً من محاولة تكييف الموارد الموجودة.
مع ذلك، بدءًا من يوم السبت، أصبح بإمكان الأفراد والمنظمات غير الربحية التواصل مع سلطات المراقبة لضمان الامتثال للقانون الجديد.