
في كلمات قليلة
في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصدير الفودكا الروسية، معتبراً أنها يمكن أن تساعد "العالم كله على أن يكون في مزاج أفضل". وأشار بوتين إلى أن صادرات الفودكا قد تتبعها صادرات لحوم أو حبوب، لافتاً إلى العلاقة بين شرب الفودكا والحاجة للطعام بعدها.
خلال فعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجدداً بالمشروبات الكحولية الروسية، لا سيما الفودكا، وسط تصفيق الحضور.
جاء تصريح فلاديمير بوتين في وقت يشهد فيه الوضع السياسي توقفاً في المفاوضات بين موسكو وكييف، ولم يمر مرور الكرام. فخلال المنتدى، قال الرئيس الروسي أيضاً: "حيثما يضع الجندي الروسي قدمه، تصبح تلك الأرض لنا"، في إشارة إلى تقدم القوات الروسية على الجبهة.
لكن الرئيس الروسي قدم أيضاً خلال أكثر من أربع ساعات من النقاشات والتبادلات في المنتدى السنوي، رؤية حول الفودكا ربما لم تحظ بالاهتمام الكافي. بدأ الحديث عن هذا الموضوع رجل الأعمال الجنوب أفريقي، زماني ليتجاني، الذي أعلن أن شركته قررت استيراد الفودكا الروسية إلى جنوب أفريقيا.
رد فلاديمير بوتين بالموافقة، واصفاً الخطوة بأنها "حاسمة وحكيمة". وأوضح الرئيس الروسي قائلاً: "عندما تشرب الفودكا، يجب أن تكون قادراً بعد ذلك على تناول الطعام للتخلص منها". وأضاف مبدياً سروره: "لهذا السبب، من المحتمل أن تتبعها شحنات من منتجات اللحوم أو الحبوب". وتابع بوتين: "الفودكا تساعد على العيش بمزيد من البهجة"، وذلك رداً على مدير الجلسة الذي أكد أن الفودكا، "بلا شك"، يمكن أن "تساعد العالم كله على أن يكون في مزاج أفضل". قوبلت هذه الكلمات بتصفيق الجمهور.
يرى المؤرخ والمتخصص في الشأن الروسي، بيير غونو، في هذا التصريح إشارة إلى عبارة جوزيف ستالين الشهيرة عام 1935: "الحياة أصبحت أفضل، الحياة أصبحت أكثر مرحاً". ويعتبر غونو أن التصريح يمثل "غمزاً لستالين وتفسيراً ذكورياً لاستهلاك الكحول". وأضاف غونو أن الرئيس الروسي كان قد نصح في مايو 2023 "المعارضين السياسيين الذين يغادرون روسيا بالذهاب إلى براغ لشرب البيرة، التي يُعرف، حسب قوله، أنها غنية بالهرمونات الأنثوية، وحتى الإفراط فيها".
على الرغم من هذه التصريحات اللافتة، كان فلاديمير بوتين قد اتخذ إجراءات في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين لمكافحة التهريب. وكان قد صرح حينها: "أنا أعارض بشدة إغراق السكان بالكحول (...) لكن ارتفاع أسعار الكحول يؤدي دائماً إلى زيادة استهلاك الكحول المغشوش". تجدر الإشارة إلى أنه بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في فبراير 2022، أوقفت العديد من الدول والشركات الكبرى بيع المشروبات الكحولية الروسية.