روجر فيدرر يصبح مليارديرًا: كيف حوّل "المايسترو" نجاحه في التنس إلى ثروة هائلة خارج الملاعب

بعد ثلاث سنوات من تعليق مضربه، يواصل أسطورة التنس العالمي روجر فيدرر تحقيق النجاحات، لكن هذه المرة في عالم المال والأعمال. وفقًا لمؤشر بلومبرج، بلغت ثروة النجم السويسري 1.1 مليار يورو (ما يعادل حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي).

أثبت روجر فيدرر براعة كبيرة في إدارة مسيرته ما بعد الاعتزال. فصاحب الألقاب العشرين في البطولات الكبرى يضاعف نجاحاته التجارية والمالية، وقد جمع على ما يبدو أموالًا خارج ملاعب التنس أكثر مما حققه داخلها.

خلال مسيرته الاحترافية، حصل "المايسترو"، الذي فاز بـ 103 ألقاب فردية، على حوالي 111 مليون يورو (130 مليون دولار) كجوائز مالية من البطولات. لكن في العام الماضي، تجاوزت ثروة النجم السويسري عتبة المليار، وذلك بفضل صفقات ضخمة مع علامات تجارية مرموقة واستثمارات ذكية ومربحة.

جاء الجزء الأكبر من ثروة فيدرر من خلال سلسلة من الاتفاقيات الكبرى وعقود الرعاية، بالإضافة إلى استثمار حكيم في شركة الأحذية الرياضية السويسرية On Holding AG. منذ ست سنوات، يمتلك فيدرر 3% من أسهم الشركة ويشارك بنشاط في استراتيجيتها التسويقية وتطوير منتجاتها. شهدت الشركة بعد ذلك صعودًا صاروخيًا، توّج بإدراج أسهمها في بورصة نيويورك عام 2021.

وفقًا للوكالة الأمريكية نفسها، تقدر حصة فيدرر في On Holding حاليًا بحوالي 430 مليون يورو. وبذلك، فإن ثروته الإجمالية التي تبلغ 1.1 مليار يورو تجعله واحدًا من أغنى الرياضيين في العالم، جنبًا إلى جنب مع تايجر وودز (1.16 مليار يورو) ومايكل جوردان (2.99 مليار يورو).

في عام 2019، بلغت إيرادات فيدرر 106 ملايين دولار، مما جعله الرياضي الأعلى أجرًا في العالم لذلك العام. كانت عقود الرعاية المتنوعة هي الثمرة الرئيسية لهذا النجاح المالي الهائل، بما في ذلك الشراكات مع شركات مثل Lindt، Mercedes-Benz، Moët Hennessy، Oliver Peoples، Wilson (التي تدفع له مليوني دولار سنويًا منذ عام 2006)، وRolex، التي يُعد سفيرًا تاريخيًا لها. في عام 2018، وبعد انتهاء عقده مع Nike الذي استمر منذ كان عمره 16 عامًا، وقع فيدرر عقدًا ضخمًا مع Uniqlo بقيمة تصل إلى 300 مليون دولار على مدى عقد من الزمان.

عامل آخر يلعب دورًا كبيرًا لصالح النجم السويسري في المجال المالي هو مكانته كأيقونة عالمية لا يمكن المساس بها. يقول المحلل الرياضي بوب دورفمان: "فيدرر محصن ضد أي فضيحة. لا يقول شيئًا سخيفًا أبدًا. صورته أكثر من مصقولة". ويضيف: "ليس لديه شخصية جون ماكنرو النارية. لكن من حيث القيمة السوقية، هو الأفضل، وبفارق كبير".

سمحت هذه الشراكات طويلة الأمد لنجم الكرة الصفراء بالبقاء في قلب الاستراتيجيات التسويقية لأكبر الشركات العالمية. على الرغم من هذا التقدم المثير للإعجاب، يعتقد بعض الخبراء أن "علامة فيدرر التجارية" قد تفقد بعضًا من بريقها مع مرور الوقت. يقول ليونيل مالطيز، أستاذ محاضر في جامعة إيكس مارسيليا: "شخصيته ستفقد جاذبيتها. الأجيال الجديدة لم تره يلعب أبدًا، وخط أحذيته مع On لن يصل إلى مستوى هالة Air Jordan أو Stan Smith". لكن في الوقت الحالي، حتى خارج الملاعب، لا يزال "روجر" يسود.