أوكرانيا تعلن خسارة الطائرة المقاتلة الأمريكية الثالثة من طراز F-16

أعلنت كييف رسمياً عن خسارة طائرتها القتالية الثالثة من طراز F-16. وقع الحادث الليلة الماضية خلال صد هجوم روسي مكثف.

وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية، استخدم الطيار قبل تحطم طائرته جميع أسلحته الجوية وأسقط سبعة أهداف جوية. بعد إسقاط الهدف الأخير، تعرضت طائرته لأضرار وبدأت تفقد الارتفاع. لم يتمكن الطيار من القفز بالمظلة ولقي حتفه.

تمثل خسارة هذه الطائرة الثالثة من طراز F-16 التي تعترف بها كييف رسمياً منذ بدء استلام هذه المقاتلات الأمريكية متعددة المهام، والتي طالما طالبت بها أوكرانيا من حلفائها الغربيين. طائرة F-16 هي واحدة من أكثر الطائرات القتالية استخداماً على مستوى العالم، مع حوالي 3200 طائرة في الخدمة.

منذ بداية الصراع واسع النطاق في فبراير 2022، لعب الطيران دوراً محدوداً بسبب كثافة أنظمة الدفاع الجوي من كلا الجانبين. تستخدم روسيا بنشاط الطائرات المسيرة والصواريخ طويلة المدى لتقليل المخاطر التي تواجه طائراتها المأهولة. أوكرانيا، التي تمتلك أسطولاً جوياً محدوداً، لجأت إلى الغرب لطلب توريد الطائرات، بما في ذلك F-16.

وعد حلفاء أوكرانيا، بما في ذلك بلجيكا والدنمارك والنرويج وهولندا، بتوريد حوالي ثمانين طائرة من طراز F-16. بدأت عمليات التسليم في عام 2024، لكنها تتطلب تدريباً مسبقاً للطيارين الأوكرانيين، حيث أن معظمهم معتادون على قيادة الطائرات السوفيتية.

ومع ذلك، أدى ظهور طائرات F-16 بالفعل إلى مفاجآت تكتيكية. على سبيل المثال، أفادت التقارير في 7 يونيو الماضي أن طائرة F-16 أوكرانية أسقطت طائرة مقاتلة روسية من طراز سوخوي-35 فوق منطقة كورسك في روسيا. وصفت السلطات الأوكرانية هذا الحدث بأنه «تاريخي». أشير إلى أن طائرة F-16، التي صممت خلال الحرب الباردة لمواجهة طائرة سوخوي-27، لم تُبْنَ لمواجهة طرازها الأكثر حداثة، سوخوي-35. ووفقاً للتقارير، تم رصد الطائرة الروسية على مسافة تقارب 200 كيلومتر، ثم تم استهدافها من قبل طائرة F-16 باستخدام صاروخ AIM-120 بمدى حوالي 50 كيلومتراً. ووفقاً للبيانات الروسية، قفز طيار سوخوي-35 بالمظلة قبل سقوط الطائرة.

تم تأكيد أول خسارة لطائرة F-16 أوكرانية في أغسطس الماضي. أصيبت الطائرة أثناء صد هجوم صاروخي روسي، ولقي طيارها حتفه أيضاً. في أبريل، زعمت روسيا تدمير طائرة F-16 ثانية، دون أن تؤكد أوكرانيا صحة هذه المعلومات بشكل مباشر، لكنها أعلنت بعد بضعة أسابيع عن وفاة طيار F-16، مما يشير بشكل غير مباشر إلى خسارة طائرة أخرى.

أثارت عمليات تسليم الطائرات القتالية من الغرب جدلاً كبيراً بين حلفاء أوكرانيا بسبب المخاوف من «التصعيد» وخطر اعتبارهم «أطرافاً محاربة» من قبل روسيا. الولايات المتحدة، التي أظهرت في البداية تردداً كبيراً، فتحت الباب أخيراً أمام توريد طائرات F-16 في 19 مايو 2023. ومنذ ذلك الحين، زادت الدول الغربية تدريجياً من توريد المعدات العسكرية الأكثر تطوراً - من الأنظمة الدفاعية إلى الدبابات والطائرات والصواريخ طويلة المدى.

على الرغم من توريد الأسلحة الحديثة، لا تزال أوكرانيا تواجه تحديات كبيرة، لا سيما نقص الأفراد العسكريين. تؤثر مشاكل التعبئة والتقارير عن التجنيد الإجباري سلباً على معنويات السكان. يواصل الجيش الروسي، على الرغم من التقدم المتواضع، تحقيق مكاسب حقيقية على خطوط الجبهة.