
في كلمات قليلة
يستأنف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو المفاوضات حول إصلاح المعاشات بعد فشلها. يواجه تهديدًا بسحب الثقة من قبل المعارضة ويسعى لتأمين الدعم البرلماني.
يجد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو نفسه في خضم معارك سياسية حاسمة، حيث يسعى لإعادة إطلاق المفاوضات حول إصلاح نظام المعاشات التقاعدية المثير للجدل، بينما يتصدى في الوقت ذاته لتهديد بتقديم اقتراح سحب الثقة من قبل المعارضة.
بعد أسبوع تقريبًا من فشل جولة مهمة من المشاورات بين الشركاء الاجتماعيين بشأن المعاشات، أكد بايرو إصراره على مواصلة العملية التفاوضية التي بدأها قبل أربعة أشهر. وفي إشارة إلى عزمه، استقبل رئيس الوزراء ممثلي النقابات ومنظمات أصحاب العمل في مقر الحكومة، قبل أن يعلن يوم الخميس عن تحقيق "تقدم". من بين هذه النقاط: تحسين طريقة احتساب المعاشات للنساء اللواتي أنجبن أطفالًا، وتخفيض سن التقاعد المبكر دون خصم إلى 66 عامًا ونصف بدلاً من 67 حاليًا. في هذه المناسبة، اعتبر أن التوصل إلى حل وسط بشأن مسألة صعوبة العمل ("pénibilité") أصبح "في المتناول"، مؤكدًا أنها كانت إحدى نقاط الخلاف الرئيسية للنقابات، إلى جانب مسألة التمويل الشامل للنظام.
في غضون ذلك، أعلن الحزب الاشتراكي (PS) عن نيته تقديم اقتراح سحب الثقة ضد حكومة فرانسوا بايرو في البرلمان. ردًا على ذلك، وافق بايرو على أحد مطالبهم، ووعد بدراسة نقاط الاتفاق التي تم التوصل إليها مع الشركاء الاجتماعيين في البرلمان خلال الخريف. تمثل هذه الخطوة محاولة من رئيس الوزراء للحفاظ على دعم الاشتراكيين أو على الأقل تجنب المواجهة معهم، رغم أن الاشتراكيين أعلنوا عن إنهاء "تسامحهم" مع الحكومة بسبب عدم وجود التزام واضح منها بعودة إصلاح المعاشات إلى البرلمان.
تختلف مواقف القوى المعارضة الأخرى. ينتقد حزب "فرنسا الأبية" (LFI) الحكومة أيضًا، لكن الاشتراكيين لا يرغبون في التحالف معهم لسحب الثقة. من جانبها، لا تدعم زعيمة حزب "التجمع الوطني" (RN) اليميني المتطرف، مارين لوبان، فكرة إسقاط الحكومة بسبب إصلاح المعاشات في هذه المرحلة. وهكذا، يتوازن فرانسوا بايرو بين ضرورة تنفيذ الإصلاح، وإيجاد الدعم البرلماني، وتجنب الأزمة السياسية، مبديًا ثقة في قدرته على إقناع الرأي العام وإيجاد أغلبية برلمانية، بما في ذلك لمقترحات تغيير النظام الانتخابي إلى التمثيل النسبي.