منطقة فرنسية تبدأ تجربة "إجازة الحيض" لموظفاتها رغم معارضة السلطات المحلية

منطقة فرنسية تبدأ تجربة "إجازة الحيض" لموظفاتها رغم معارضة السلطات المحلية

في كلمات قليلة

إحدى المناطق الإدارية في فرنسا، لوار الأطلسي، تقرر تجربة منح موظفاتها إجازة خاصة مدفوعة الأجر لأسباب صحية تتعلق بالدورة الشهرية. هذه المبادرة تُطلق رغم معارضة السلطات المركزية التي تعتبرها غير متوافقة مع القانون الحالي.


تعتزم إدارة منطقة لوار الأطلسي (Loire-Atlantique) في فرنسا إطلاق تجربة لمنح موظفاتها "إجازة الحيض" اعتبارًا من 1 يناير 2026. يأتي هذا القرار على الرغم من المعارضة الرسمية من قبل "البريفكتور" (ممثل الحكومة المركزية على المستوى الإقليمي)، الذي يعتبر هذا الإجراء غير قانوني بموجب التشريع الحالي.

لا يوجد حاليًا في فرنسا أساس تشريعي يسمح بمنح إجازات خاصة مدفوعة الأجر للنساء اللواتي يعانين من آلام شديدة خلال الدورة الشهرية أو من حالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis). وقد تم رفض اقتراح قانون حول صحة الدورة الشهرية من قبل مجلس الشيوخ في عام 2024.

ومع ذلك، قررت سلطات لوار الأطلسي، على خطى بعض البلديات في منطقتها، المضي قدمًا في تجربتها. وفقًا للخطة، ستتمكن الموظفات اللاتي يعانين من آلام مبرحة خلال الدورة الشهرية من الاستفادة من حق جديد: إما 15 يومًا من العمل عن بعد لأسباب صحية سنويًا، أو يومين إجازة خاصة مدفوعة الأجر شهريًا، وذلك بناءً على شهادة طبية.

لكن "البريفكتور" حذر البلديات في مارس الماضي من عدم قانونية هذه الإجازات الخاصة، مشيرًا إلى أن المشرع حدد الإجازات الخاصة المتعلقة بالأبوة أو بعض المناسبات العائلية، ولم يدرج فئة للإجازات بسبب آلام الدورة الشهرية الشديدة أو الانتباذ البطاني الرحمي.

رغم التحذيرات، اختارت بلدية أورفو (Orvault) الاستمرار في تجربتها، بينما أعلنت بلدية سان سيباستيان سور لوار (Saint-Sébastien-sur-Loire) إلغاء الإجراء. وقد عقدت بالفعل جلسة في المحكمة الإدارية في نانت بناءً على طلب "البريفكتور" لإلغاء الإجازات التي طبقتها بعض الهيئات المحلية الأخرى.

رئيس منطقة لوار الأطلسي، ميشيل مينار، صرح في بيان صحفي عن انضمامه إلى "المعركة من أجل تقنين إجازة الحيض". وقال إنهم يأملون في المساهمة في تغيير العقليات على المستوى الوطني. وأكد أنه لا يوجد نص قانوني في القطاع العام يعترف بهذا الحق الأساسي لرفاهية النساء، ولكن أيضًا لتعزيز مجتمع أكثر عدالة ومساواة. ودعا إلى تعميم هذا الحق والاعتراف به لجميع النساء، في القطاعين العام والخاص.

أثناء التصويت على هذه التجربة، امتنع فريق المعارضة في المجلس الإداري، معربًا عن دعمه للهدف ولكن تحذيره من المخاطر القانونية المحتملة للموظفات إذا تم الطعن في القرار. ودعوا إلى انتظار إطار تشريعي واضح لضمان استدامة الإجراء وأمانه القانوني.

إلى جانب تجربة الإجازة، تتخذ السلطات المحلية إجراءات أخرى لمكافحة "فقر الدورة الشهرية"، مثل توزيع منتجات النظافة النسائية مجانًا في الكليات وتنظيم حملات جمع سنوية. كما تخطط لعرض فعاليات ثقافية لكسر التابوهات المحيطة بالدورة الشهرية.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.