نماذج زجاج نوتردام الملون الحديث ستُعرض في معرض باريسي قبل تثبيتها في الكاتدرائية

ستتاح الفرصة للجمهور للاطلاع على نماذج بالحجم الطبيعي للزجاج الملون الحديث المصمم لكاتدرائية نوتردام في باريس، وذلك ضمن معرض سيقام في متحف القصر الكبير (Grand Palais) بالعاصمة الفرنسية. سيستمر المعرض من ديسمبر 2025 حتى مارس 2026، ويعرض أعمال الفنانة كلير تابوريه قبل تثبيتها بشكل نهائي في الكاتدرائية.

يهدف الزجاج الملون الجديد ليحل محل ستة من أصل سبع فتحات في الجناح الجنوبي لكاتدرائية نوتردام. كانت هذه الفتحات تحتوي سابقًا على أعمال تعود للقرن التاسع عشر صممها يوجين فيوليه لو دوك، الذي قاد ترميم الكاتدرائية في ذلك الوقت. أثارت مبادرة استبدال الزجاج القديم بتصميمات معاصرة نقاشًا بين بعض المدافعين عن التراث التاريخي، لكن المشروع حصل على الموافقة النهائية رسميًا في يونيو الماضي.

الفنانة كلير تابوريه، التي تم اختيار تصميمها في ديسمبر 2023، تتعاون في هذا المشروع مع ورشة عمل سيمون-مارك الشهيرة للزجاج الملون. عبرت تابوريه عن أملها في أن يتيح المعرض المرتقب في القصر الكبير للجمهور الواسع رؤية عملها ومناقشته، وأن يثير لديهم الحماس لرؤية الزجاج الملون الحقيقي في الكاتدرائية عند اكتماله.

الزجاج الملون الجديد، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 120 مترًا مربعًا، سيتم تثبيته في الجناح الجنوبي الذي خضع للترميم على يد فيوليه لو دوك في القرن التاسع عشر. المشروع نال موافقة اللجنة الوطنية الفرنسية للتراث والهندسة المعمارية، على الرغم من الاعتراضات الأولية.

أشارت الفنانة إلى أهمية وجود نقاش عام حول الحفاظ على المعالم التاريخية في فرنسا. وأكدت أن الكاتدرائية نفسها شهدت تغييرات كبيرة على مر القرون، وترى أنه من المهم أن تستمر اليوم في عكس حيوية وتطور الكنيسة المعاصرة.

كما ذكرت تابوريه أنها اهتمت بشكل خاص بتحقيق "توازن في الألوان" في تصميماتها لضمان عدم تأثيرها سلبًا على الإضاءة الفريدة داخل كاتدرائية نوتردام. أما موضوع "عيد العنصرة" (Pentecôte)، الذي طُلب منها تناوله في الأعمال، فقد ألهمها بشكل خاص. قالت الفنانة: "فكرة قدرة الناس على التوحد والتفاهم رغم اختلاف لغاتهم، هذا الأمل المجنون، أردت حقًا أن أكون جزءًا منه. نحن نعيش في عالم مليء بالانقسام والفوضى والمخاوف".