أسوأ تفشٍ للحصبة منذ 33 عاماً يضرب الولايات المتحدة وسط تراجع معدلات التطعيم

أسوأ تفشٍ للحصبة منذ 33 عاماً يضرب الولايات المتحدة وسط تراجع معدلات التطعيم

في كلمات قليلة

تشهد الولايات المتحدة أسوأ تفشٍ لوباء الحصبة منذ عام 1992، حيث تم تأكيد أكثر من 1200 حالة وثلاث وفيات. يُعزى هذا التفشي المقلق إلى انخفاض معدلات التطعيم وصعود الخطابات المتشككة في اللقاحات، مما أدى إلى عودة مرض كان قد تم القضاء عليه سابقًا. وقد بدأت الأزمة الصحية في الانتشار إلى كندا والمكسيك المجاورتين.


تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أسوأ أزمة صحية مرتبطة بمرض الحصبة منذ 33 عاماً، حيث ينتشر الوباء بسرعة في جميع أنحاء البلاد منذ بداية عام 2025. هذه الموجة هي الأشد منذ عام 1992، مما يمثل عودة مقلقة لمرض شديد العدوى كان قد تم القضاء عليه سابقاً بفضل حملات التطعيم الواسعة.

وفقاً للبيانات الحديثة، تم تأكيد 1,277 حالة في حوالي 40 ولاية أمريكية، وهو أعلى معدل إصابات مسجل منذ ثلاثة عقود. وقد أدت هذه الموجة الحالية إلى وفاة ثلاثة أشخاص، بينهم أطفال غير محصنين، وهو ما يثير قلق الخبراء الذين يعتقدون أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير بسبب عدم الإبلاغ عن جميع الحالات. وتجدر الإشارة إلى أن آخر حالة وفاة لطفل بسبب الحصبة في الولايات المتحدة كانت في عام 2003، بعد ثلاث سنوات من إعلان القضاء الرسمي على المرض.

تتسبب الحصبة في أعراض تشمل الحمى الشديدة، ومشاكل في الجهاز التنفسي، وطفح جلدي مميز. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ، والتي قد تسبب إعاقات دائمة أو الوفاة.

تكساس، مهد الوباء

بدأ تفشي المرض في أواخر يناير في منطقة ريفية بولاية تكساس، ضمن مجتمع ديني يُعرف بمعدلات تطعيم منخفضة. وتستأثر الولاية وحدها بنحو 60% من إجمالي الحالات المسجلة في البلاد، حيث يواجه مسؤولو الصحة صعوبات في احتواء انتشار الفيروس بسبب رفض الكثيرين إجراء الفحوصات أو تلقي اللقاح.

تزايد الشكوك حول اللقاحات

تأتي هذه العودة الخطيرة للحصبة في وقت يتصاعد فيه الخطاب المتشكك في اللقاحات. ويواجه وزير الصحة الأمريكي اتهامات بتفاقم الأزمة من خلال نشر معلومات مضللة حول لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR). وقد أظهرت البيانات أن معدل التطعيم الوطني للأطفال انخفض إلى أقل من 93%، وهو أقل من عتبة الـ 95% اللازمة لتحقيق المناعة المجتمعية والوقاية من تفشي الأوبئة.

أزمة تمتد عبر القارة

لم تعد الأزمة مقتصرة على الولايات المتحدة، بل امتدت إلى دول أمريكا الشمالية الأخرى. فقد سجلت كندا أكثر من 3,500 حالة، معظمها في مقاطعة أونتاريو. وفي المكسيك، تم تسجيل ما يقرب من 2,600 حالة وتسع وفيات، مما يحول هذا التفشي إلى أزمة صحية قارية تتطلب استجابة عاجلة ومنسقة.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.