طموحات إيلون ماسك السياسية تهوي بسهم تسلا بعد إعلانه عن تأسيس 'حزب أمريكا'

طموحات إيلون ماسك السياسية تهوي بسهم تسلا بعد إعلانه عن تأسيس 'حزب أمريكا'

في كلمات قليلة

تراجعت أسهم شركة تسلا بشكل حاد بعد إعلان رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، عن تأسيس حزبه السياسي الخاص 'حزب أمريكا'. أعرب المستثمرون والمحللون عن قلقهم البالغ، معتبرين أن انخراط ماسك في السياسة يصرف انتباهه عن إدارة الشركة، مما أدى إلى انخفاض القيمة السوقية لتسلا إلى ما دون تريليون دولار.


لم يلق إعلان إيلون ماسك ترحيباً في البورصة. هوى سهم شركة تسلا، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، بنسبة تقارب 8% عند افتتاح وول ستريت يوم الاثنين 7 يوليو، بعد يومين من إعلان رئيسها عن تأسيس تشكيله السياسي الخاص، "حزب أمريكا".

بحلول الساعة الرابعة مساءً بتوقيت فرنسا، كان السهم قد تراجع بنسبة 7.76% ليصل إلى 290.89 دولاراً، متراجعاً بذلك عن العتبة الرمزية البالغة تريليون دولار من حيث القيمة السوقية. وأغلق السهم يومه على انخفاض بنسبة 6.79% عند 293.94 دولاراً في بورصة نيويورك. ومنذ أن بلغ ذروته في ديسمبر 2024، فقد السهم ما يقرب من 40% من قيمته، في حين سجلت الشركة انخفاضاً بنسبة 71% في أرباحها الفصلية في أبريل الماضي.

في مذكرة للمستثمرين، أوضح دانيال آيفز، المدير العام لشركة التحليل المالي "ويدبوش سيكيوريتيز"، أن "تورط إيلون ماسك المتزايد في السياسة هو بالضبط الاتجاه المعاكس الذي يرغب فيه مستثمرو ومساهمو تسلا". من جانبه، قال ستيف سوسنيك، المحلل في "إنتراكتيف بروكرز"، لوكالة فرانس برس: "كان مستثمرو تسلا يأملون أخيراً أن يركز إيلون ماسك بشكل كامل على مصالحه التجارية وليس السياسية". وأضاف أن الإعلان عن حزب سياسي "يُنظر إليه على أنه بالضبط نوع الإلهاء الذي لا يريده المستثمرون".

وكان إيلون ماسك قد هدد بإطلاق حزبه الخاص في حال تم تبني مشروع قانون يعارضه بشدة لتأثيره على المالية العامة. وسخر دونالد ترامب يوم الأحد من المشروع الجديد لأغنى رجل في العالم. وكان ماسك حليفاً مقرباً سابقاً للرئيس الأمريكي، حيث موّل حملته الانتخابية بسخاء في عام 2024 وكُلّف بخفض نفقات الدولة الفيدرالية، قبل أن يتشاجر المليارديران بشكل علني ومثير في مايو الماضي.

يعلق دانيال آيفز: "بعد أن غادر إيلون ماسك إدارة ترامب، كان هناك ارتياح أولي من جانب مساهمي تسلا". ويضيف المحلل: "لكن هذا الارتياح لم يدم طويلاً، وازداد الوضع سوءاً مع هذا الإعلان الأخير" من رئيس تسلا وسبيس إكس وشبكة إكس الاجتماعية.

غضب أنصار تسلا

قد تكون عودة إيلون ماسك القوية إلى السياسة مفاجئة، حيث يبدو أن رجل الأعمال يتراجع عن التزامه بتكريس المزيد من الوقت للشركة. وقد أثار هذا الإعلان موجة جديدة من ردود الفعل السلبية. يوم الاثنين، دعا أنصار الشركة منذ فترة طويلة مجلس إدارتها إلى إعادة تركيز اهتمام الرئيس التنفيذي على شركة صناعة السيارات الكهربائية المتعثرة.

وقال دانيال آيفز، الذي عبر حتى الآن عن تفاؤل دائم بشأن تسلا وإدارة إيلون ماسك: "لا يمكن لمجلس الإدارة أن يقف مكتوف الأيدي دون أن يقول شيئاً أو يضع ضوابط". وأضاف: "أسمع من العديد من المساهمين أن الإحباط يصل إلى نقطة حرجة".

ومن بين هؤلاء شركة الاستثمار "أزوريا بارتنرز". وكتب جيمس فيشباك، الرئيس التنفيذي للشركة، التي تعد تسلا أكبر استثماراتها: "أشجع مجلس الإدارة على الاجتماع فوراً ومطالبة إيلون ماسك بتوضيح طموحاته السياسية وتقييم مدى توافقها مع التزاماته بدوام كامل تجاه تسلا كرئيس تنفيذي". وحذر في رسالة إلى رئيس مجلس إدارة تسلا قائلاً: "ما زلت آمل أن يكرس إيلون ماسك نفسه بالكامل لتسلا. وإذا لم يحدث ذلك، فأنا على ثقة من أن مجلس الإدارة سيتخذ الإجراءات المناسبة". وبالفعل، أعلنت "أزوريا بارتنرز" يوم السبت عن تأجيل طرح صندوقها المتداول في البورصة "أزوريا تسلا كونفيكسيتي"، معتبرة أن إنشاء الحزب يمثل "تضارباً مع مسؤولياته بدوام كامل كرئيس تنفيذي".

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.