
في كلمات قليلة
بعد مرور عام على محاولة اغتيال دونالد ترامب، تعلن الخدمة السرية عن إصلاحات وسط انتقادات بشأن الإخفاقات النظامية. على الرغم من التأكيدات والإجراءات التأديبية، تكشف التقارير عن مشاكل عميقة في القيادة والتدريب، بينما يعترف ترامب بوجود "يوم سيء" للجهاز الأمني مع إظهار الثقة فيه.
بعد مرور عام تقريبًا على محاولة اغتيال دونالد ترامب، أكد المرشح الرئاسي في مقابلة حديثة أنه "واثق" من أجهزة أمن الرئاسة، واصفًا ما حدث بأنه كان مجرد "يوم سيء" للخدمة السرية المسؤولة عن حماية كبار الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الخدمة السرية، في بيان لها، أنها حققت تقدمًا كبيرًا في إصلاحاتها الداخلية. وأشار البيان إلى اتخاذ "إجراءات تأديبية ضد ستة أشخاص" من أفرادها، دون الكشف عن هوياتهم أو رتبهم، موضحًا أن العقوبات "تتراوح بين 10 و42 يومًا من الإيقاف عن العمل بدون راتب". أثارت هذه العقوبات استياءً داخليًا واسعًا، حيث اعتبرها مسؤولون سابقون في الخدمة السرية غير رادعة بما فيه الكفاية، مما أدى إلى تفاقم الإحباط داخل الوكالة.
وكان تقرير حاسم من 180 صفحة، صدر في ديسمبر عن لجنة تحقيق من الحزبين في مجلس النواب، قد كشف أن الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى الحادث لم تكن "منعزلة". وأشار التقرير إلى أن "مشاكل قائمة مسبقًا في القيادة والتدريب" هي التي هيأت بيئة الفشل، مثل إسناد مسؤوليات حساسة لموظفين قليلي الخبرة، وعدم وضوح التسلسل القيادي يوم محاولة الاغتيال.
أقر مات كوين، نائب مدير الخدمة السرية، بأن ما حدث في بتلر كان "فشلًا عملياتيًا"، مؤكدًا أن الوكالة "تركز اليوم على ضمان عدم تكرار ذلك أبدًا". من جانبه، اعترف ترامب بوجود "أخطاء"، مشيرًا بشكل خاص إلى تمكن مطلق النار، توماس ماثيو كروكس (20 عامًا)، من اتخاذ موقع على سطح مبنى يخضع لمسؤولية الشرطة المحلية وإطلاق النار قبل أن ترديه الخدمة السرية قتيلًا.
شهدت الوكالة تغييرات قيادية كبيرة منذ الحادث. استقالت المديرة آنذاك، كيمبرلي تشيتل، بعد فترة وجيزة من إطلاق النار، كما غادر نائبها الذي تولى منصب القائم بأعمال المدير. وقام ترامب بتعيين شون كوران مديرًا جديدًا، وهو العميل الذي كان مسؤولاً عن فريقه الأمني الشخصي وقفز لحمايته بعد إطلاق النار. وأثارت هذه التعيينات تساؤلات داخلية حول قدرة الفريق الجديد على قيادة الوكالة، نظرًا لافتقارهم للخبرة في المناصب القيادية العليا بالمقر الرئيسي.
من بين 46 توصية قدمتها لجنة الكونغرس، تم تنفيذ 21 توصية بالفعل، بينما لا تزال 16 أخرى قيد التنفيذ. وتشمل هذه التوصيات تحسين المراقبة الجوية، وتأمين ملاعب الجولف، في إشارة إلى حادثة أمنية ثانية وقعت في سبتمبر 2024 في نادي ترامب للجولف بفلوريدا.