السلاح الخفي: كيف مهدت الأوبئة الطريق للاستعمار الإنجليزي في أمريكا الشمالية

السلاح الخفي: كيف مهدت الأوبئة الطريق للاستعمار الإنجليزي في أمريكا الشمالية

في كلمات قليلة

يستكشف المقال الدور الحاسم الذي لعبته الأوبئة في نجاح الاستعمار الإنجليزي لأمريكا الشمالية. شكلت الأمراض التي جلبها الأوروبيون سلاحًا غير مرئي قضى على نسبة هائلة من السكان الأصليين، مما سهّل السيطرة على الأراضي بشكل كبير.


في الوقت الذي كانت فيه القوى الأوروبية تتنافس على استكشاف واستيطان \"العالم الجديد\"، لم تكن الأسلحة والسياسات هي الأدوات الوحيدة التي شكلت مصير القارة. فبينما أسس الإسبان وجودهم حول خليج المكسيك وأجزاء من تكساس وفلوريدا، وركز الفرنسيون على مناطق الشمال حول نهر سانت لورانس، بدا الوافدون الجدد، الإنجليز، وكأنهم يمتلكون سلاحًا خفيًا أكثر فتكًا.

وصل الإنجليز إلى سواحل أمريكا الشمالية ليجدوا أراضٍ مأهولة بمجتمعات وشعوب أصلية مزدهرة. لكن وصولهم جلب معه كارثة بيولوجية غير مقصودة ولكنها مدمرة. كانت الأمراض مثل الجدري والحصبة والإنفلونزا، التي كانت شائعة في أوروبا لقرون وطور الأوروبيون مناعة جزئية ضدها، غريبة تمامًا عن سكان أمريكا الأصليين.

أدى انعدام المناعة لدى السكان الأصليين إلى انتشار الأوبئة بسرعة كارثية. تشير التقديرات التاريخية إلى أن بعض المناطق شهدت وفاة ما يصل إلى 90% من سكانها في غضون عقود قليلة من أول اتصال مع الأوروبيين. لقد أدت هذه الأوبئة إلى تفكك مجتمعات بأكملها، وإضعاف هياكلها السياسية والاجتماعية، مما ترك فراغًا كبيرًا استغله المستعمرون الإنجليز لتوسيع نفوذهم.

بهذه الطريقة، لم تكن الأراضي التي استوطنها الإنجليز \"فارغة\" بالمعنى الحرفي، بل تم \"إفراغها\" بفعل أمراض لم يكن للسكان الأصليين أي دفاع ضدها. وهكذا، لعبت الميكروبات دورًا حاسمًا لا يقل أهمية عن دور الجنود والمستوطنين في تسهيل وتشكيل مسار الاستعمار الإنجليزي في أمريكا الشمالية.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.