اتفاق تاريخي: فرنسا تمنح كاليدونيا الجديدة وضع 'دولة' مع البقاء ضمن الجمهورية

اتفاق تاريخي: فرنسا تمنح كاليدونيا الجديدة وضع 'دولة' مع البقاء ضمن الجمهورية

في كلمات قليلة

بعد مفاوضات مكثفة، تم التوصل إلى اتفاق سياسي يمنح كاليدونيا الجديدة وضعاً فريداً كـ "دولة" معترف بها دولياً ولكنها تظل جزءاً من الجمهورية الفرنسية. يهدف هذا الحل الوسط إلى إنهاء أزمة سياسية طويلة الأمد، لكن تنفيذه لا يزال يتطلب خطوات دستورية معقدة.


في خطوة تاريخية تهدف إلى إنهاء عقود من التوتر السياسي، توصلت القوى السياسية في كاليدونيا الجديدة إلى اتفاق غير مسبوق مع الحكومة الفرنسية، يؤسس لكيان قانوني فريد من نوعه: "دولة كاليدونيا الجديدة" التي ستبقى جزءاً من الجمهورية الفرنسية.

جاء هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في بوجيفال بفرنسا بعد مفاوضات مكثفة استمرت عشرة أيام، كحل وسط لتجنب تكرار أعمال الشغب العنيفة التي هزت الأرخبيل في مايو 2024. وقد وُصف المشروع بأنه "ابتكار قانوني" يهدف إلى التوفيق بين تطلعات المؤيدين للاستقلال ورغبات الموالين لفرنسا.

وينص الاتفاق على أن تحصل كاليدونيا الجديدة على اعتراف دولي، مع إمكانية نقل بعض السلطات السيادية، مثل العلاقات الدبلوماسية، إلى كونغرسها المحلي. ومع ذلك، يظل هذا الكيان الجديد "ضمن الإطار الوطني الفرنسي"، حيث يرتبط الحصول على الجنسية الكاليدونية ارتباطاً وثيقاً بالجنسية الفرنسية، وفقدان إحداهما يعني التنازل عن الأخرى.

وقد شكل هذا الحل الهجين، الذي يشبه "قطة شرودنغر" في القانون الدستوري - أي كيان يحمل صفتين متناقضتين في آن واحد - نتيجة تنازلات كبيرة من كلا الطرفين. فقد تخلى الانفصاليون عن مطلب "الاستقلال الفوري"، بينما قبل الموالون لفرنسا فكرة إنشاء دولة ومنح جنسية كاليدونية، وهو ما كان يُعتبر خطاً أحمر في السابق.

كما يتضمن الاتفاق تسوية قضية حساسة أخرى وهي هيئة الناخبين. وبموجب الشروط الجديدة، سيتم توسيع قائمة المصوتين لتشمل حوالي 12,000 مواطن من مواليد الأرخبيل لم يكونوا مسجلين سابقاً، بالإضافة إلى المقيمين لأكثر من 15 عاماً.

وعلى الرغم من أن الاتفاق يمثل خطوة هامة إلى الأمام، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً. فهذا ليس اتفاقاً نهائياً بل التزاماً سياسياً يجب عرضه والموافقة عليه في الأرخبيل. ومن المقرر إجراء مراجعة للدستور الفرنسي في الخريف، تليها استشارة سكان كاليدونيا الجديدة حول الاتفاق في فبراير 2026، قبل أن يتم تنظيم انتخابات إقليمية في ربيع العام نفسه لاختبار النظام الجديد.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.