
في كلمات قليلة
تستضيف مدينة إيكس أون بروفانس الفرنسية "عام سيزان" مع معرض ضخم في منزله التاريخي "جاس دي بوفان". كشفت أعمال الترميم عن لوحات جدارية غير معروفة سابقًا للفنان. يجمع المعرض حوالي 130 عملاً من جميع أنحاء العالم، مستكشفاً علاقة سيزان العميقة بالمكان الذي شكّل فنه.
تحتفل مدينة إيكس أون بروفانس، مسقط رأس الفنان الأسطوري بول سيزان، بـ"عام سيزان" من خلال معرض استعادي ضخم يسلط الضوء على إرثه الفني وارتباطه العميق بمنزل عائلته، "جاس دي بوفان". وقد كشفت أعمال الترميم الأخيرة في المنزل عن اكتشافات فنية لم تكن معروفة من قبل، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهم مسيرة رائد الفن الحديث.
كان منزل "جاس دي بوفان"، الذي اشتراه والد سيزان عام 1859، بمثابة مختبر إبداعي للفنان الشاب. في هذا المكان، وضع سيزان أسس أسلوبه الجريء والمبتكر الذي مهد الطريق للفن الحديث. وفي إطار هذا الحدث الثقافي، خضع الموقع لعملية ترميم واسعة، مما أتاح للجمهور فرصة زيارة أجزاء منه لأول مرة، بما في ذلك "الصالون الكبير" الذي شهد أولى لوحاته الجدارية، ومرسمه الخاص، والحديقة الشاسعة التي بقيت على حالها تقريبًا.
يستمر المعرض حتى 12 أكتوبر، ويجمع ما يقرب من 130 عملاً فنيًا بين لوحات زيتية ورسومات وألوان مائية، مُعارة من مؤسسات عالمية مرموقة مثل متحف أورسيه في باريس ومتاحف نيويورك وطوكيو. يقدم المعرض تجربة فريدة، حيث يتنقل الزوار بين منزل الفنان ومتحف غرانيه، لاستكشاف العلاقة الوثيقة بين سيزان وهذا المكان الذي كان ملجأه ومصدر إلهامه.
أحد أبرز مفاجآت المعرض هو الكشف عن أعمال لم تكن معروفة لسيزان. فخلال أعمال الترميم في "الصالون الكبير"، تم العثور على أجزاء من لوحات جدارية بمساحة تصل إلى 6 أمتار مربعة كانت مخبأة تحت طبقات سميكة من الجص. كما تم اكتشاف ديكور ضخم يضم ميدالية مركزية مزينة بألوان زاهية. وأكدت الدراسات العلمية أن هذه الأعمال من إبداع سيزان نفسه.
يضم المعرض أيضًا إعادة بناء للصالون الكبير، حيث تُعرض اللوحات التي كانت تزينه في الأصل وتفرقت اليوم في متاحف العالم. في هذا المنزل، أنجز سيزان أعمالاً أيقونية مثل سلسلة "لاعبي الورق"، التي استعان فيها بعمال المزرعة كنماذج، بالإضافة إلى لوحات "المستحمات الكبيرات" التي ظل يعمل عليها بلا كلل، مدفوعًا بسعيه الدائم نحو الكمال الفني الذي عبر عنه في نهاية حياته بقوله: "لن يسمح لي عمري وصحتي أبدًا بتحقيق حلم الفن الذي سعيت إليه طوال حياتي".