
في كلمات قليلة
تراجعت بورصة باريس (CAC 40) بأكثر من 1% بعد تقارير عن ضربات إسرائيلية على مواقع إيرانية، ما أثار مخاوف جيوسياسية. في المقابل، قفزت أسعار النفط (برنت وWTI) بأكثر من 5%، دافعة أسهم شركات النفط والغاز نحو الارتفاع، بينما عانت أسهم قطاعي السياحة والطيران. ويترقب المستثمرون تطورات الوضع في مضيق هرمز الذي يمثل نقطة اختناق حيوية لإمدادات الطاقة العالمية.
شهد مؤشر "كاك 40" (CAC 40) في بورصة باريس تراجعاً ملحوظاً، متأثراً بالهجوم الإسرائيلي على أهداف في إيران. وقد أدت هذه التوترات الجيوسياسية إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد، ما دفع أسهم شركات النفط والغاز إلى صدارة الرابحين في جلسة التداول.
تصاعدت التكهنات بشأن الرد الإسرائيلي لعدة أيام، لكن الأسواق المالية لم تكن قد استوعبت بشكل كامل حجم التهديد. وفي هذا اليوم، قررت إسرائيل شن سلسلة من الضربات على مواقع إيرانية، ما أدى إلى ارتفاع فوري في أسعار النفط ودفع المستثمرين نحو استراتيجيات دفاعية.
تأثير الضربات على الأسواق العالمية
على الرغم من رد فعل الأسواق السلبي، لم يسيطر الذعر. فقد ارتفع مؤشر "فيكس" (VIX)، الذي يقيس مستوى التوتر في الأسواق، نحو 20%، لكنه ظل بعيداً عن الارتفاعات الحادة التي شهدها في أوقات سابقة. وقد سجلت البورصات العالمية تراجعاً منطقياً. ورغم محاولات "كاك 40" للارتداد خلال الجلسة، إلا أن الأخبار الجيوسياسية لم تكن مواتية لدفعة جديدة، ليغلق المؤشر الفرنسي الرئيسي على انخفاض بنسبة 1.04% عند 7684.68 نقطة. وفي ختام أسبوع اتسم بالركود، سجل "كاك 40" خسارة أسبوعية بلغت 1.54%.
النفط في دائرة الضوء
كانت الضربات الإسرائيلية قد استهدفت أكثر من مائة موقع نووي وعسكري إيراني، بما في ذلك موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم. وتتركز أنظار المستثمرين بشكل خاص على أسعار النفط، التي تعد المحرك الرئيسي لرد فعل السوق.
وكما يحدث في كل أزمة جيوسياسية، بدأت الاستراتيجيات الدفاعية بالظهور، مع ارتفاع قيمة الدولار والذهب والفرنك السويسري. وشهدت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً؛ حيث تقدم سعر برميل خام برنت القياسي بنسبة 5.95% ليصل إلى 73.49 دولاراً، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 6.14% ليصل إلى 72.22 دولاراً. وتأتي هذه الزيادة الحادة بسبب مكانة إيران كتاسع أكبر منتج للنفط في العالم وتوقعات الأسواق بتعطيل الإمدادات.
القلق الأكبر في السوق يتعلق بإدارة مضيق هرمز. ففي حال تصاعد النزاع، يمكن لهذا الممر المائي الحيوي أن يشل حوالي 20% من التدفقات النفطية العالمية، ما قد يتسبب في ارتفاع جنوني لأسعار النفط. وقد أصدرت المملكة المتحدة تحذيراً للسفن التي تعبر المضيق والخليج الفارسي وخليج عُمان.
الرابحون والخاسرون
أدى الارتفاع القوي في أسعار النفط إلى دعم أسهم شركات الهيدروكربونات. ضمن مؤشر SBF 120، كانت شركة "فالوريك" (Vallourec)، المتخصصة في استخراج النفط والغاز، من بين الأفضل أداءً، مرتفعة بنسبة 1.46%. كما سجلت شركات مثل "تكنب إف إم سي" (TechnipFMC) و"سي جي جي" (CGG) مكاسب طفيفة. وفي المقابل، عانت أسهم قطاع السياحة والنقل بشكل خاص من التوترات في الشرق الأوسط. سجلت مجموعة "أكور" (Accor) الفندقية ثاني أكبر انخفاض في مؤشر "كاك 40" بتراجع قدره 3.35%. كما عوقبت أسهم "إير فرانس-كيه إل إم" (Air France-KLM) مجدداً بتراجع 4.74% بسبب ارتفاع تكاليف النفط واضطراب حركة الملاحة الجوية في المنطقة.