
في كلمات قليلة
شهدت أسواق الأسهم العالمية ارتفاعات قياسية في مايو، مدفوعة بتغير في نظرة المستثمرين تجاه سياسات دونالد ترامب التجارية، حيث تلاشت المخاوف من حرب تجارية وحل محلها التفاؤل بتخفيف الرسوم الجمركية، مما قلل من مخاطر الركود.
شهدت أسواق الأسهم العالمية شهر مايو "مبهجًا"، حيث تحدت المؤشرات الرئيسية المثل القائل "بع في مايو وابتعد" وحققت مكاسب قوية. فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من 6%، بينما قفز مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم عمالقة التكنولوجيا مثل "السبعة الرائعين"، بنسبة تقارب 10%.
لم يقتصر هذا الأداء القوي على وول ستريت فحسب، بل امتد ليشمل الأسواق العالمية. فباستخدام مؤشرات MSCI، سجلت بورصات منطقة اليورو ارتفاعًا بنسبة 5.9%، محققة أرقامًا قياسية جديدة لمؤشر داكس الألماني. كما تقدمت بورصات اليابان بنسبة 5.3%، في حين سجلت الأسواق الناشئة والصين والمملكة المتحدة مكاسب بلغت حوالي 3.5%.
تغير نظرة المستثمرين لـ "شخصية ترامب"
بعد مرور عدة أشهر على وجود دونالد ترامب في المشهد السياسي، بدأت البورصات تفهم "شخصية ترامب" بشكل أفضل. فبعد أن كانت الأسواق تتخوف من اندلاع حرب تجارية مدمرة قد تعصف بالاقتصاد العالمي، تحول التفاؤل ليحل محل الخوف.
أصبح المستثمرون الآن يراهنون على "انفراجة جمركية"، أي تخفيف محتمل للرسوم الجمركية والقيود التجارية بدلاً من تشديدها. هذا التحول في التوقعات هو ما ساهم في ضخ زخم إيجابي كبير في الأسواق.
تراجع مخاطر الركود
الأهم من ذلك، ولأول مرة منذ يناير، تفوقت أسواق الأسهم العالمية على أداء أسواق السندات. ويشير هذا التفوق إلى أن خطر الركود الاقتصادي قد بدأ يتضاءل، وذلك بفضل البيانات الاقتصادية التي تشير إلى تعافٍ واستقرار، على الأقل في الوقت الحالي. هذا التفاؤل المتزايد بشأن تخفيف حدة المخاطر الجيوسياسية والتجارية يغذي شهية المستثمرين للمخاطرة ويشجعهم على العودة بقوة إلى الأسهم.