تحليل أسئلة بكالوريا الفلسفة الفرنسية 2025: من هيمنة التكنولوجيا إلى العدالة عند جون رولز وآدم سميث.

تحليل أسئلة بكالوريا الفلسفة الفرنسية 2025: من هيمنة التكنولوجيا إلى العدالة عند جون رولز وآدم سميث.

في كلمات قليلة

يقدم هذا التحليل الشامل الإجابات النموذجية والمناقشات الفلسفية لمواضيع امتحان الفلسفة للبكالوريا الفرنسية لعام 2025، مع التركيز على القضايا الوجودية والسياسية المعاصرة.


خاض أكثر من 530 ألف طالب مرشح في فرنسا اختبار مادة الفلسفة ضمن امتحانات البكالوريا لعام 2025. وتضمنت الاختبارات خيارين من المقالات الفلسفية بالإضافة إلى تعليق على نص، وهي مواضيع تلامس قضايا جوهرية في الفكر الإنساني المعاصر. وقد قام خبراء بتحليل هذه المواضيع وتقديم إجابات نموذجية لها.

المسار العام (Voie Générale)

الموضوع الأول: هل يتوقف مستقبلنا على التقنية؟

يدعو هذا السؤال إلى التفكير في العلاقة الجدلية بين الإنسان وإبداعاته التقنية. فمنذ البداية، كانت التقنية شرطاً لبقاء الإنسان (تعويضاً عن نقصه الطبيعي)، ومحركاً للتاريخ (آرندت، ماركس). لكن التحليل يحذر من تحول هذا الاعتماد إلى استلاب وفقدان للسيطرة، حيث تصبح التقنية غاية في حد ذاتها (هانس يوناس). ويشير إلى أن التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي والجينات يجعل المستقبل "غير مقروء"، مما يستدعي "أخلاق المسؤولية" لاستعادة السيطرة على غايات التقنية.

الموضوع الثاني: هل الحقيقة مقنعة دائماً؟

يناقش هذا الموضوع التوتر بين الحقيقة الموضوعية (التي تفرض نفسها بالبرهان العقلي أو مطابقة الواقع) وقدرتها الفعلية على كسب تأييد الناس. منطقياً، يجب أن تكون الحقيقة مقنعة (ديكارت، أرسطو)، لكنها تصطدم بمقاومة العواطف والمعتقدات (نيتشه، فرويد). كما يبرز دور البلاغة والسلطة الرمزية (بورديو) في ترجيح كفة الخطاب غير الحقيقي. ويخلص التحليل إلى أن إقناع الناس بالحقيقة يتطلب ليس فقط الدقة، بل أيضاً فن نقلها، والتربية، و"شجاعة الحقيقة" (باريسيا عند فوكو).

التعليق على نص: جون رولز، «نظرية العدالة»

يركز النص المقتبس من جون رولز (1971) على أن المساواة السياسية الحقيقية مهددة بشدة بسبب التفاوت الاقتصادي. يوضح رولز أن الأفراد الذين يمتلكون "وسائل خاصة أكبر" يستخدمون مزاياهم للسيطرة على مسار النقاش العام وتوجيه التشريعات لصالحهم. وللحفاظ على "القيمة العادلة للحريات السياسية المتساوية للجميع"، يرى رولز ضرورة اتخاذ تدابير تعويضية، مثل التوزيع الواسع للملكية والثروة، وتقديم الدعم الحكومي لضمان نقاش عام حر. هذا التأكيد يربط بين العدالة التوزيعية والديمقراطية التداولية.

المسار التكنولوجي (Voie Technologique)

الموضوع الأول: هل نحن أحرار في جميع الظروف؟

يتناول هذا السؤال مفهوم الحرية بين الاستقلال الأخلاقي (كانط) والقيود المادية والاجتماعية (ماركس). يميز التحليل بين الحرية الشكلية (الحقوق القانونية) والحرية الحقيقية (الظروف المادية لممارسة الحقوق). ويتبنى الموقف الوجودي الراديكالي (سارتر) الذي يؤكد أن الحرية تكمن في الموقف الداخلي للفرد وقدرته على إعطاء معنى لوجوده ومشروعه، حتى في ظل أشد القيود (مثل السجن أو الاضطهاد). إن إنكار هذه الحرية هو "سوء نية" (mauvaise foi).

الموضوع الثاني: هل نحن بحاجة إلى الفن؟

يناقش هذا الموضوع ما إذا كان الفن ترفاً أم ضرورة وجودية. يرى التحليل أن الفن يلبي حاجة أساسية للهروب من الواقع ومنطق المنفعة (باسكال، برغسون)، لكنه يواجه نقد أفلاطون الذي يراه مجرد تقليد مضلل. ومع ذلك، يؤكد هيغل وآرندت أن الفن ضرورة أنثروبولوجية؛ فهو يشارك في بناء "العالم الإنساني" المشترك ويمنح الوجود معنى وجمالاً، مما يجعله "أعلى أشكال المنفعة" (نيتشه).

التعليق على نص: آدم سميث، «نظرية المشاعر الأخلاقية»

يحدد نص آدم سميث (1759) الشرط الأدنى لبقاء المجتمع. يقارن سميث المجتمع بعلاقة التجار: يمكن أن يستمر على أساس المنفعة المتبادلة و"التبادل المرتزق" للخدمات، دون الحاجة إلى "الحب أو المودة". لكنه لا يمكن أن يستمر إذا كان أعضاؤه مستعدين لإلحاق الضرر ببعضهم البعض. ويخلص سميث إلى أن العدالة (أي الامتناع عن الإضرار بالغير) "أقل جوهرية لوجود المجتمع من الإحسان". يمكن للمجتمع أن يبقى بدون إحسان، لكن سيادة الظلم تدمره تدميراً مطلقاً.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.