«جوهرة الملوك، ملك الجواهر»: قصة نجاح الأشقاء كارتييه التي انطلقت من باريس إلى العالمية

«جوهرة الملوك، ملك الجواهر»: قصة نجاح الأشقاء كارتييه التي انطلقت من باريس إلى العالمية

في كلمات قليلة

استعراض تاريخي لدار مجوهرات كارتييه الفرنسية، بدءاً من تأسيسها في 1847 وحتى تحولها إلى إمبراطورية عالمية تحت قيادة الأشقاء لويس وبيير وجاك، وكيف نالت لقب "جوهرة الملوك" وألهمتها رحلات جاك كارتييه إلى الهند لتصميم مجموعة "توتي فروتي" الأيقونية.


«جوهرة الملوك، ملك الجواهر» — بهذه العبارة المدوية وصف الملك إدوارد السابع دار كارتييه، مانحاً إياها براءة اختراع ملكية رسمية في عام 1904. هذه العبارة تلخص مسيرة النجاح الباهرة لدار المجوهرات الفرنسية التي تأسست عام 1847 على يد لويس-فرانسوا كارتييه، وازدهرت حقاً تحت قيادة أحفاده الثلاثة: لويس، بيير، وجاك.

الانطلاقة من باريس والوصول إلى العالمية

بدأت قصة دار كارتييه في عام 1847 عندما تولى لويس-فرانسوا كارتييه ورشة المجوهرات في شارع مونتورغوي بباريس. سرعان ما اكتسبت العلامة شهرة في الأوساط الراقية، وكان أول عميل مؤثر هو الأميرة ماتيلد، ابنة عم الإمبراطور نابليون الثالث، تلتها الإمبراطورة أوجيني. لكن النقلة النوعية حدثت في عام 1898 مع انضمام الحفيد لويس كارتييه، الذي قاد الدار للانتقال إلى العنوان الأيقوني في شارع السلام (Rue de la Paix) رقم 13، والذي لا يزال مقراً لها حتى اليوم.

لاحقاً، انضم الشقيقان الأصغران، بيير وجاك، لتنفيذ خطة التوسع العالمي. افتتح بيير أول فرع دولي في لندن عام 1902، قبل أن يعبر المحيط الأطلسي ليفتتح فرع نيويورك على الجادة الخامسة المرموقة عام 1909، وهو الفرع الذي أنتج قطعاً أيقونية مثل سوار "لاف" (Love) وسوار "كلو" (Clou). أما جاك، فقد تولى قيادة فرع لندن، ليصبح «مهندس كارتييه في لندن».

مورد البلاطات الملكية من لندن إلى روسيا

كانت العائلات الملكية حول العالم هي الداعم الأكبر لانتشار مجوهرات كارتييه. تزامن تأسيس فرع لندن مع تتويج الملك إدوارد السابع، الذي منح الدار براءة الاختراع الملكية عام 1904. وحتى يومنا هذا، تظل كارتييه الجواهري الأجنبي الوحيد الذي يحمل براءة اختراع ملكية بريطانية، تم تجديدها على مر العقود من قبل ملوك وأمراء ويلز.

تبع ذلك اعتراف من بلاطات ملكية أخرى، بما في ذلك إسبانيا وسيامي (تايلاند) وروسيا القيصرية. كانت لكارتييه علاقات مميزة مع البلاط الروسي، حيث يعود تاريخ أول عميل روسي إلى عام 1860، وفي عام 1907، نالت الشركة شرف الحصول على براءة اختراع كمورد رسمي للبلاط الإمبراطوري الروسي.

الرحلات الشرقية وإلهام "توتي فروتي"

لعبت رحلات الأشقاء دوراً محورياً في إثراء أسلوب الدار. كان جاك كارتييه أكثرهم شغفاً بالسفر، حيث زار الهند، التي كانت مستعمرة بريطانية آنذاك، ومنطقة الخليج العربي، لدراسة سوق اللؤلؤ والأحجار الكريمة. لكن شغفه الحقيقي كان بـ أحجار راجستان الملونة.

في عام 1911، وخلال احتفال "دربار دلهي"، التقى جاك بالعديد من الأمراء والمهراجات الهنود الذين عرضوا عليه مجموعاتهم من الياقوت والزمرد والصفير المنحوتة على شكل زخارف نباتية. أمضى جاك ستة أشهر يتجول في جميع أنحاء الهند بحثاً عن هذه الأحجار الملونة، وعاد إلى لندن محملاً بالكنوز والأفكار الجديدة. هذا الإلهام الشرقي أثمر عن أولى الأساور والدبابيس التي عُرفت لاحقاً باسم "توتي فروتي" (Tutti Frutti)، والتي أصبحت رمزاً مميزاً لأسلوب كارتييه الفني الذي يمزج بين الفخامة الغربية والزخارف الهندية.

استمرت قصة النجاح العائلية حتى عام 1964، وبعد وفاة بيير كارتييه، قررت العائلة بيع الشركة. ومنذ عام 1993، أصبحت دار كارتييه جزءاً من مجموعة ريتشمونت السويسرية الفاخرة.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.