فرانسوا سيمون: «أجد كلمة “براعم التذوق” مبتذلة». الفيلسوف الجوال الذي يرفض شهرة المطاعم الكبرى.

فرانسوا سيمون: «أجد كلمة “براعم التذوق” مبتذلة». الفيلسوف الجوال الذي يرفض شهرة المطاعم الكبرى.

في كلمات قليلة

الناقد الفرنسي فرانسوا سيمون يطلق كتابه الجديد "هل سأعود إلى هناك؟" ويشرح لماذا يجد كلمة "براعم التذوق" مبتذلة، مؤكداً أن التميز في المطاعم الكبرى يثير ملله. كما يدافع عن مبدأ إخفاء هويته لضمان تجربة نقدية حرة وغير متحيزة.


أصدر الصحفي والناقد الفرنسي الشهير فرانسوا سيمون، المعروف بكونه ذواقة ومسافراً حول العالم، كتابه الجديد بعنوان «هل سأعود إلى هناك؟» (Y retournerai-je؟). يمثل الكتاب مجموعة من العناوين التي حظيت بإعجابه، حيث تتجاور فيها الأماكن الجميلة والجيدة مع هواجسه ومحرماته الشخصية على المائدة وفي السفر.

في مقابلة أجريت بمناسبة إطلاق الكتاب، أوضح سيمون أن عمله ليس دليلاً إلزامياً، بل هو مجموعة من «النصائح الصغيرة واللحظات العابرة» التي تدور حول «متع الأرض». ويشدد على أن الكتاب يخلو من أي نظرية أو إطار فلسفي، مما يجعله «خفيفاً ومسلياً».

يكشف فرانسوا سيمون عن موقفه من المطاعم الفاخرة، قائلاً: «لم أرد عناوين لمطاعم مشهورة أو “كبيرة”، لأن التميز في النهاية لا يثير اهتمام الكثيرين ويُشعرني بالملل العميق». وبدلاً من ذلك، اختار سيمون أن يشارك القراء أماكن هادئة، وربما تكون «هشة أو مثيرة للجدل»، لكنه أحبها بعمق.

فلسفة التذوق واللغة:

يُعرف سيمون بأسلوبه النقدي الحاد تجاه اللغة المستخدمة في وصف الطعام. فهو يرى أن كلمات مثل «لذيذ» و«ضروري» و«لا غنى عنه» يجب تجنبها. لكن الكلمة التي يجدها «شبه بذيئة» هي «براعم التذوق» (papilles).

«أجد كلمة “براعم التذوق” مبتذلة. المذاق أكثر دقة من هذه اللوامس الصغيرة. إنها كلمة تفتقر إلى الحسية، بينما الطهي هو لغة الفروق الدقيقة والعواطف»، يوضح الناقد الفرنسي.

على الرغم من شعوره بالملل من خطاب الطهي «الذكوري، والمنغمس في الذات، والنرجسي»، إلا أن سيمون لم يفقد شهيته. بالنسبة له، فإن ما يثيره في المطعم هو «مشهد المائدة» والأجواء والزبائن. إنه يرى في زيارة المطعم فرصة لمراقبة الطبيعة البشرية، واصفاً ذلك بـ«القصص القصيرة».

قيمة الاختفاء والأناقة:

يُعد إخفاء سيمون لوجهه عن الجمهور جزءاً أساسياً من فلسفته. فهو يستشهد بعبارة ميلان كونديرا: «الشهرة قناع يأكل الوجه». ويؤكد أن عدم كونه معروفاً هو «أحد أكثر الأماكن متعة على وجه الأرض».

هذا التخفي يسمح له بالحصول على «تجربة عميل حقيقية» في المطاعم: قد يُعطى طاولة بالقرب من دورة المياه، ولا يُقدم له كأس شمبانيا مجاني، ولا تأتي صاحبة المطعم لتحيته. وهذا ما يمكنه من الكتابة بحرية تامة. يطمح سيمون إلى أن يتمتع بـ«مرونة أرسين لوبين وتجريد الرجل الخفي».

وفيما يتعلق بحساسيته الذوقية، يشير سيمون إلى مراجع الطبخ العائلي، مثل أطعمة منطقة اللوار، التي تتميز بالخفة وقليل من الملح والفلفل. ويختتم بالقول إن سعادته تكمن في «أن أكون ضائعاً»، مؤكداً أن ذوقه الشخصي ليس هو الأهم، بل ما يفتنه هو ذوق الآخرين.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.