
في كلمات قليلة
تمكن باحثون دوليون من تحديد آلية جزيئية تسمح بتثبيت وإطالة التأثير السريع للكيتامين كعلاج للاكتئاب. هذا التطور يعد خطوة حاسمة نحو تحويل الكيتامين إلى علاج مستدام وفعال ضد الاكتئاب المقاوم، الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية.
أعلن باحثون دوليون عن تحقيق اختراق كبير في مجال الصحة النفسية، حيث تمكنوا من اكتشاف آلية جزيئية جديدة قد تساهم في تعزيز وإطالة الأثر المضاد للاكتئاب لدواء الكيتامين. يمثل هذا التطور بارقة أمل جديدة للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج، وهي حالة لا تستجيب للعلاجات التقليدية.
منذ اكتشاف خصائصه المضادة للاكتئاب في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أحدث الكيتامين ثورة في علاج الاضطرابات النفسية. فهو يوفر تأثيراً سريعاً وقوياً، يظهر في غضون ساعات، على عكس مضادات الاكتئاب التقليدية التي تتطلب أسابيع لبدء مفعولها.
لكن التحدي الأكبر الذي واجه الأطباء والباحثين كان قِصَر مدة تأثير الكيتامين، حيث تتلاشى آثاره الإيجابية لدى العديد من المرضى في غضون أيام قليلة، مما يحد من استخدامه كحل علاجي طويل الأمد.
الآلية المكتشفة حديثاً تركز على تثبيت التغيرات العصبية الإيجابية التي يحدثها الكيتامين في الدماغ. وقد تمكن العلماء من تحديد مسار إشارات معين يمكن تنشيطه بالتزامن مع الدواء، مما يسمح بإعادة بناء الروابط المشبكية (السينابس) في الدماغ لفترة أطول بكثير. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تحويل الكيتامين من مجرد علاج إسعافي إلى أداة علاجية مستدامة وفعالة في مكافحة الاكتئاب المقاوم.
ويأمل المجتمع العلمي أن يؤدي هذا البحث إلى تطوير جيل جديد من الأدوية المركبة التي تجمع بين سرعة عمل الكيتامين والاستدامة المطلوبة لمعالجة الاضطرابات النفسية المزمنة.