شهدت قناة CNews الفرنسية، صباح الثلاثاء، مواجهة كلامية ساخنة خلال برنامج "ساعة المحترفين" بين المذيع باسكال برو والسياسية شانون سيبان، رئيسة كتلة "النهضة" في سين سان دوني، التي كانت ضيفة للحديث عن كتابها الجديد "فرنسية، يهودية، وماذا بعد؟".

بدأ الجدل بسؤال من برو: "هل تعتبرين أن حزب "فرنسا الأبية" (LFI) وحزب "التجمع الوطني" (RN) كلاهما حزبان متطرفان؟". بعد أن أجابت سيبان بالإيجاب، أوضحت أنها لن تختار بين الطرفين في حال التصويت، وهو ما أثار استغراباً فورياً على المنصة.

تدخل المذيع باسكال برو على الفور، مشيراً إلى تحول في المشهد السياسي: "لدي شعور بأنه منذ هجوم 7 أكتوبر، يدافع التجمع الوطني عن الفرنسيين اليهود، بينما يهاجمهم حزب فرنسا الأبية. أنتِ، بصفتك يهودية، هل تقولين إنهما سيان؟" وتساءل برو.

أقرت سيبان بأن حزب مارين لوبان قد اتخذ "موقفاً مثالياً" في مكافحة الأعمال المعادية للسامية منذ هجوم حماس. ومع ذلك، شددت على ضرورة عدم نسيان ماضي الحزب: "لا يمكننا أن ننسى ماضي الحزب، ولا يكفي أن يقوم جوردان بارديلا برحلة واحدة ليمحو ذلك. لنفترض أن التجمع الوطني لم يعد معادياً للسامية، فكونه عنصرياً وكارهاً للأجانب يكفيني لمحاربته".

استندت ممثلة الكتلة الوسطية في حجتها إلى "الخراف السوداء" داخل الحزب خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، الأمر الذي أثار غضب أعضاء المنصة. وعلق برو قائلاً: "من الواضح أن غالبية اليهود الفرنسيين لا يتبعون موقفك. أولئك الذين ألتقي بهم، يختارون التجمع الوطني بين LFI وRN".

تطور النقاش سريعاً ليشمل قضايا الهوية الفرنسية والاندماج. وأوضحت سيبان أن "ما يسعى إليه التجمع الوطني هو محو الهويات، أنا أؤمن بثراء التنوع". هذا التصريح أدى إلى نفاد صبر المذيع، الذي انفجر غاضباً: "لا أفهم شيئاً مما تقولينه، إنه خليط من العبارات المبتذلة والجمل الفارغة [...] بالنسبة لي، هذا هراء فكري". وعاد برو إلى نقطته الأساسية: "لا أفهم لماذا لا تختارين بين التجمع الوطني وفرنسا الأبية!".

في نهاية المطاف، أعربت الضيفة عن انزعاجها قائلة: "لن نقضي ثلاثين دقيقة في الحديث عن التجمع الوطني، إنه مجرد ثلاث صفحات من أصل مائتي صفحة في الكتاب!".