أدلى الصحفي والكاتب الفرنسي المخضرم فيليب لابرو بتصريحات قوية ومؤثرة خلال استضافته في برنامج "Buzz TV"، حيث تناول مواضيع شخصية عميقة تتعلق بالمرض والموت، بالإضافة إلى تعليقاته الصريحة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأخير وصمت الشخصيات الثقافية الفرنسية.

تجربة الاقتراب من الموت تزيل الخوف

عند سؤاله عن موقفه من الموت ومرور الزمن، كشف لابرو عن تجربة غيرت حياته قبل خمسة وثلاثين عاماً. قال لابرو إنه نجا من مرض رئوي خطير كاد أن يودي بحياته في مستشفى كوشين، وهي التجربة التي وصفها في أحد كتبه. وأكد: "منذ أن مررت بتلك التجربة، ورأيت نفسي أموت، لم أعد أخشى الموت على الإطلاق". وأضاف: "سيأتي الموت، هذه هي الحياة. آمل أن يحدث ذلك في أبعد وقت ممكن، لكني أقبله. يجب تقبل هذه الفكرة، ثم نسيانها! لا يجب أن نفكر في الموت كل يوم".

هجوم 7 أكتوبر: حدث بحجم 11 سبتمبر

انتقل لابرو للحديث عن الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، معرباً عن شعوره بـ"الإنهاك" إزاء الأحداث. وقارن الهجوم بأحداث تاريخية كبرى، مشيراً إلى أنه عاش طفولته خلال الحرب العالمية الثانية. واعتبر لابرو أن الهجوم سيكون له أهمية توازي أحداث 11 سبتمبر، قائلاً: "سيغير هذا الحدث السلوكيات، وسيوقف مؤقتاً إمكانية تحالف إسرائيل مع بعض الدول العربية". ورجح أن يكون هذا الهدف، أي منع تقارب المغرب والمملكة العربية السعودية مع إسرائيل، أحد الأسباب الرئيسية وراء ضربة حماس. وخلص إلى أن "هذا يعني أن هناك ارتدادات. الأمر لم ينته بعد ولا نعرف كيف سينتهي".

إدانة "جبن" المشاهير الفرنسيين

وجه لابرو انتقاداً لاذعاً لما وصفه بـ"الصمت المطبق" من قبل شخصيات ثقافية فرنسية بارزة، مثل عمر سي وجمال دبوز، الذين لم يعلقوا على المجازر. وتساءل لابرو: "أين كل هؤلاء الأشخاص الذين وقفوا وتحدثوا واحتجوا على وفاة شخص معين (في إشارة إلى نائل)؟". وأرجع لابرو هذا الصمت إلى احتمال "خوفهم من ردود فعل الجاليات المسلمة". ونقل عن أحد المتخصصين في التواصل قوله: "هناك مذابح، 1200 قتيل، مقاطع فيديو مروعة ولا تُحتمل، وليس هناك كلمة واحدة! هذا يسمى جبناً! نقطة على السطر".

التعايش مع المرض

في ختام حديثه، أشاد لابرو بشجاعة الصحفية التي ستكون ضيفة البرنامج التالية، والتي تتحدث علناً عن معركتها ضد سرطان الثدي. وأكد لابرو، الذي سبق أن كتب عن معاناته مع الاكتئاب، على أهمية كشف المشاهير عن أمراضهم لمساعدة الآخرين. واختتم قائلاً: "السرطان، للأسف، يومي وموجود في كل مكان. أجد أن ما فعلته هذه الشابة شجاع وذكي للغاية".