
في كلمات قليلة
انتقد جيرالد غاي، أحد أقدم وأبرز خبراء لعبة البحث عن الكنز الفرنسية «البومة الذهبية» (La Chouette d’Or)، بشدة الحلول التي كشف عنها المنظم الحالي ميشيل بيكر، واصفاً إياها بأنها «هراء» و«إهانة للذكاء».
يُعد جيرالد غاي، المعروف في أوساط الباحثين عن «البومة الذهبية» باسم «ميتيور»، ذاكرة حية للعبة البحث عن الكنز الفرنسية التي استمرت لأكثر من 30 عاماً. هذا الطبيب المختص في الحساسية، والذي ينحدر من أنجيه، هو بمثابة «زين الدين زيدان» في عالم صيد الكنوز، حيث حقق أكثر من ثلاثين نجاحاً في ألعاب الذكاء على مدار أربعة عقود، مما يجعله خبيراً حقيقياً لا يُستهان به.
ومع اقتراب عرض فيلم وثائقي يروي قصة البحث عن «البومة الذهبية»، تصاعدت الأصوات المعارضة للحلول التي كشف عنها المنظم الحالي، ميشيل بيكر، وكان «ميتيور» من أبرز هذه الأصوات.
وفي مقابلة، وصف غاي الحلول التي قُدمت بأنها «هراء وغير متماسكة»، مضيفاً: «هذه الحلول الزائفة إهانة للذكاء. كيف لميشيل بيكر (الشريك السابق لماكس فالنتين والمنظم الحالي منذ 2021) أن يعتقد ولو للحظة واحدة أن الناس سيصدقونها؟ إنها مليئة بالتناقضات والأخطاء. حتى رقم أحد الألغاز تم تحريفه. من المؤكد أن هذه الحلول لا يمكن أن تكون صحيحة على الإطلاق».
ويستند غاي في يقينه هذا إلى خبرته الواسعة. ففي عام 1998، نجح في حل لغز «كنز أورفال» الذي صممه ماكس فالنتين أيضاً، وكانت وثيقة الحلول الخاصة به تتكون من حوالي 90 صفحة. وقد أشار فالنتين نفسه إلى أن مستوى صعوبة حل لغز «البومة الذهبية» يتجاوز بكثير مستوى «كنز أورفال». لذلك، يرى غاي أنه من السخف أن يقدم بيكر حلولاً أقل صعوبة بكثير.
كما شكك الخبير في القطعة البرونزية المضادة التي زُعم العثور عليها في 3 أكتوبر الماضي في دابو، مؤكداً أنها ليست القطعة الأصلية التي أخفاها المنظم في عام 1993. وأوضح غاي: «لقد قمت بمسح موقع بورن سان مارتن في دابو بنفسي باستخدام عدة أجهزة للكشف عن المعادن ورادار أرضي. الأشياء الوحيدة التي وجدتها هناك هي الأسلاك الشائكة وبعض قطع الحديد. لم تُدفن أي تمثال برونزي للبومة في ذلك المكان من قبل ماكس فالنتين منذ عام 1993».
«آمل أن تكون القطعة المضادة لا تزال مدفونة حيث من المفترض أن يقودنا الحل الحقيقي للبحث عن كنز البومة الذهبية»، قال جيرالد غاي.
ويواصل غاي بحثه، معتقداً أنه حدد منطقة دفن القطعة المضادة الأصلية رقم 1 من 8. ويؤكد بثقة مطلقة، بعد فك تشفير وتحليل دقيق بمساعدة باحثين مخضرمين آخرين، أن الكنز يقع في مكان ما في منطقة سنتر-فال دو لوار، وتحديداً في مقاطعة لواريت، وأن دابو كانت مجرد نقطة عبور في الألغاز.
وفي سياق متصل، ذكر غاي أن جمعية الباحثين عن «البومة الذهبية» (AC2O) رفعت دعوى جنائية ضد ميشيل بيكر بتهمة الاحتيال والتزوير واستخدام وثائق مزورة وتشكيل عصابة إجرامية. وأكد أن الشكوى، التي تستند إلى عناصر واقعية وليست مجرد مشاعر، هي الآن بين يدي قاضي التحقيق.