
في كلمات قليلة
يتناول وثائقي درامي الصراع الملحمي بين المدن اليونانية والإمبراطورية الفارسية في القرن الخامس قبل الميلاد، محللاً التكتيكات العسكرية والدعاية الفارسية، وكيف أدت الانتصارات اليونانية في ماراثون وسلاميس إلى تأسيس الهيمنة البحرية لأثينا وبداية العصر الكلاسيكي.
تستعرض حلقة وثائقية جديدة الصراع التاريخي المعروف باسم الحروب الفارسية اليونانية، تلك المواجهة الملحمية التي وضعت المدن اليونانية المستقلة في مواجهة الإمبراطورية الفارسية العظيمة في فجر العصور الكلاسيكية، وتحديداً في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد.
يعود هذا الصراع إلى الواجهة من خلال فيلم وثائقي درامي يعتمد على إعادة تمثيل الأحداث، وهو إنتاج صدر في عام 2012، ويركز على المرحلة الثانية من هذه الحروب، المعروفة باسم "باسم أثينا". يستخدم الفيلم مزيجاً من الممثلين الذين يتحدثون باللغات القديمة وتأثيرات رقمية مكثفة، ما يمنحه طابعاً سينمائياً داكناً، يذكر بأسلوب الأفلام الهوليوودية التي تتناول المعارك التاريخية الكبرى.
كانت الإمبراطورية الفارسية، تحت حكم داريوس الأول، ثم ابنه زركسيس، تمثل قوة هائلة ومنظمة بشكل مذهل. يصفها المؤرخون بأنها كانت "سجن الشعوب" وعملاقاً إقليمياً يمتد من بحر إيجة حتى ضفاف نهر السند، وتربطه شبكة قوية من البريد والساترابيات (المقاطعات). ولإخضاع اليونان، نشر عملاء "ملك الملوك" دعايات حول جيش قوامه أكثر من مليون رجل، وهو رقم مبالغ فيه لكنه كان يهدف إلى ترهيب المدن الأضعف وتحقيق النصر دون قتال.
لكن هذه الحرب النفسية ارتدت على الفرس. فقد استغل هيرودوت، "أبو التاريخ"، ضخامة الجيوش الفارسية المزعومة ليبرز صمود اليونانيين الاستثنائي وشجاعتهم في مواجهة هذا الحشد الهائل. لقد تحطمت الآلة الفارسية المنظمة على عناد الهيلينيين.
شهدت هذه الحرب، التي امتدت لخمسين عاماً، تحولات كبرى في ساحات المعارك البرية والبحرية:
- ماراثون (490 ق.م): أول انتصار يوناني حاسم.
- سالاميس (معركة بحرية): نقطة تحول حاسمة أضعفت الأسطول الفارسي.
- بلاتيا (479 ق.م): المعركة البرية التي أنهت الحملة الفارسية الفاشلة.
لم يكن النصر مجانياً؛ فقد تعرضت أثينا والأكروبوليس للتدمير مرتين دفاعاً عن اليونان. ويلخص المؤرخون أن هذا التضحية كانت الأساس الذي قامت عليه الهيمنة الأثينية اللاحقة. فمن رماد هذه "الحرب العظمى" ولدت القوة البحرية الأثينية (الثالاسوقراطية)، وبدأت معها ملامح العصر الكلاسيكي المجيد.