في كلمات قليلة
تبدأ المحكمة العليا الإسبانية جلسات الاستماع في قضية المدعي العام ألفارو غارسيا أورتيز، لكن الجدل حول التحقيق المثير للشكوك يضع سمعة ونزاهة المحكمة نفسها على المحك.
تجد المحكمة العليا الإسبانية نفسها تحت المجهر مرة أخرى مع بدء جلسات الاستماع في قضية المدعي العام للدولة، ألفارو غارسيا أورتيز. لا يقتصر الأمر على محاكمة المتهم، بل إن المحكمة تحاكم نفسها، وتلعب بسمعتها بالكامل، وكذلك بسمعة السلطة القضائية بأكملها ودولة القانون.
لقد سبق للمحكمة العليا أن تجاوزت صلاحيات السلطة التشريعية والمحكمة الدستورية، مما أدى إلى مقاومة مشروع الإصلاح القضائي. والآن، يعود التركيز إلى الظل الذي يخيم عليها: التسيير المثير للجدل لقضية المدعي العام من قبل القاضي أنخيل هورتادو. وهو قاضٍ سبق أن أثار الجدل بتبرئته في قضية "غورتيل" للفساد المؤسسي، وهي أخطر قضية فساد في البلاد.
ووصف القاضي أندريس بالومو، في رأي مخالف، التحقيق بأنه "عمل خيالي"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أساس كافٍ للأدلة" و"لا يمكن إسناد تسريب البريد الإلكتروني إلى المتهم بطريقة مبررة بالحد الأدنى".
بدون أدلة قوية، سيكون من المستحيل إصدار حكم بالإدانة، ما لم يحدث أمر غير متوقع. وقد رفض القاضي المحقق أدلة رئيسية، وعندما أجبره الفضيحة، استمع إليها دون أن يأخذها بعين الاعتبار، متذرعاً بأنهم لم يكشفوا عن مصادرهم، متناسياً بذلك السر المهني الذي يكفله الدستور.
يجب على المحكمة أن تحافظ على نزاهتها واستقلالها وحيادها. إن "الحق في محكمة مستقلة" على المحك. وتطالب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) القضاة ليس فقط بالاستقلال الفعلي، بل بـ "مظهره" أيضاً. ومما يثير القلق بشكل خاص أن خمسة من القضاة السبعة الذين سيصدرون الحكم كانوا قد شاركوا في فتح القضية وتعيين القاضي المحقق، مما يثير الشكوك حول حيادهم.