في كلمات قليلة
من المتوقع أن تدر أربع حفلات لفرقة "راديوهيد" في مدريد 2.3 مليون يورو، مع ملاحظة أن 60% من إنفاق السياح سيذهب إلى المطاعم والمقاهي، وهو نمط يختلف عن المعتاد في سياحة الحفلات الموسيقية الكبرى.
تواصل مدريد التمتع بطفرة سياحة الحفلات الموسيقية، على الرغم من احتجاجات السكان المحليين. فقد أصبحت ساحتا "موفيستار أرينا" وملعب "ميتروبوليتانو" وجهات إلزامية للفنانين العالميين في محطتهم الإسبانية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك عودة فرقة "راديوهيد" البريطانية، التي ستُحيي أربع حفلات بيعت تذاكرها بالكامل في "موفيستار أرينا" (4 و 5 و 7 و 8 نوفمبر)، بعد غياب دام سبع سنوات.
من المتوقع أن تستقبل كل حفلة 17,000 شخص، كثير منهم قادمون من مناطق إسبانية أخرى أو من الخارج، ما سيترك أثراً اقتصادياً مباشراً على الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية. وقدّرت شركة التكنولوجيا "مابريان" (Mabrian) الأثر الاقتصادي لهذه الحفلات الأربع بـ 2.3 مليون يورو خلال أربعة أيام. ومن اللافت أن 60% من هذا المبلغ (1.38 مليون يورو) سيُصرف في الحانات والمقاهي والمطاعم.
سيتم توزيع بقية الإنفاق على النحو التالي:
- الإقامة: 19.6% من الإجمالي (450,000 يورو).
- النقل: 18.7% من الإجمالي (430,000 يورو).
يختلف هذا التوزيع اختلافاً جذرياً عن نمط الإنفاق التقليدي في حفلات الفنانين العالميين، حيث تستحوذ الإقامة عادةً على أكثر من 50% من إجمالي الإنفاق. ويفسر خبراء "مابريان" هذا الأمر باستراتيجية توزيع التذاكر التي اعتمدتها الفرقة، والتي فضّلت السكان المحليين والمعجبين من المدن والبلدان المجاورة، ما حوّل الإنفاق من الإقامة إلى خدمات سياحية أخرى.
يتناقض هذا الوضع تماماً مع ما حدث خلال جولة "إيراس تور" للمغنية تايلور سويفت في مدريد في مايو 2024، حيث بلغت إيرادات الفنادق في ليلتين ما يقرب من 20 مليون يورو، مع تضاعف متوسط الأسعار ثلاث أو أربع مرات. ويشير ممثلو قطاع الفنادق إلى أن مدريد تتمتع بقدرة كبيرة على استضافة الفعاليات الاستراتيجية، لكنهم يدعون إلى تعزيز البنية التحتية، بما في ذلك استكمال أعمال تحسين عزل الصوت في ملعب "سانتياغو برنابيو".
السياق الأوروبي والجدل
يشمل تحليل "مابريان" أيضاً الجولة الأوروبية لفرقة "راديوهيد" المكونة من 16 حفلة. ويُقدّر الأثر الاقتصادي الإجمالي بـ 12 مليون يورو. وتتصدر لندن القائمة بـ 4.2 مليون يورو، تليها بولونيا (2.8 مليون) وبرلين (2.7 مليون). وفي بولونيا وبرلين، ستكون حصة الإنفاق على النقل أعلى، حيث اشترى التذاكر في الغالب معجبون من دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا والنمسا وسويسرا واليونان وبولندا وجمهورية التشيك.
تجدر الإشارة إلى أن شعبية الفرقة لم تتأثر بالجدل المحيط بعضوها جوني غرينوود، المتزوج من شارونا كاتان، وهي إسرائيلية الأصل، والتي اتهمتها بعض المنظمات الفلسطينية بـ "الصهيونية".
ومع ذلك، يظل الطلب على الحفلات الموسيقية في مدريد مرتفعاً. وتشير حجوزات "موفيستار أرينا" و"ميتروبوليتانو" لنهاية عام 2025 والنصف الأول من عام 2026 إلى أن طفرة سياحة الحفلات الموسيقية لن تتراجع في الأشهر الاثني عشر المقبلة. ومن بين الحفلات المخطط لها والتي بيعت تذاكرها بالكامل، حفلات باد باني، ولا أوريخا دي فان جوخ، وأيتانا.