في كلمات قليلة
بعد عامين من وصول ائتلاف دونالد توسك إلى السلطة، تشهد بولندا خيبة أمل كبيرة بسبب الصراعات الداخلية للائتلاف وصعوبة التعايش مع الرئيس دودا، مما يفتح الباب أمام عودة محتملة لحزب «القانون والعدالة» الشعبوي.
بعد عامين تقريباً من وصول الائتلاف الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء دونالد توسك إلى السلطة، يسود خيبة أمل واسعة في بولندا. هذا الائتلاف كان يُنظر إليه على أنه «معجزة ديمقراطية» و«عودة إلى الحياة الطبيعية» بعد ثماني سنوات من حكم حزب «القانون والعدالة» (PiS) القومي المتشدد بزعامة ياروسلاف كاتشينسكي، الذي كان قد أحكم سيطرته على النظام المؤسسي.
جاء فوز الائتلاف في الانتخابات التشريعية التي جرت في 15 أكتوبر 2023، بمشاركة قياسية، ليجمع أحزاباً تتراوح من اليسار إلى المحافظين الفلاحين تحت مظلة «المنصة المدنية» التي يقودها توسك، رئيس الوزراء السابق ورئيس المجلس الأوروبي.
لكن في منتصف ولايته، يواجه المعسكر الديمقراطي تحديات جمة. كانت الهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بمثابة ضربة قاصمة، خاصة وأنهم كانوا يتوقعون فوز العمدة الليبرالي لوارسو، رافال تشاسكوفسكي، لإنهاء التعايش الصعب مع الرئيس أندريه دودا وإتمام «الثورة المضادة» الليبرالية.
التعايش مع الرئيس دودا، الذي يستخدم حق النقض (الفيتو) دون تردد، يبدو أسوأ من ذي قبل. كما أن الائتلاف غارق في صراعات شخصية وانتخابية، ولم يقم بأي مراجعة استراتيجية ليتجاوز هذه الصعوبات ويستعيد زخمه.
أصبحت احتمالية عودة الشعبويين إلى السلطة في الانتخابات التشريعية لعام 2027 أمراً مطروحاً بقوة. استطلاعات الرأي تظهر أن حزب «القانون والعدالة» (PiS) يحافظ على دعم ثابت يقارب 30% من نوايا التصويت. المعسكر الديمقراطي ينتظر «معجزة» جديدة لعكس هذا الاتجاه المقلق.