في كلمات قليلة
يوضح الجغرافي فابريس أرغونيس في كتابه الجديد أن خطوط الطول كانت دائماً مسرحاً للصراع على السلطة، حيث استخدمت الخرائط كأداة للقياس والسيطرة والاستعمار منذ العصور القديمة.
أصدر الجغرافي والمؤرخ الجغرافي فابريس أرغونيس، وهو أستاذ في جامعة روان، كتابه الجديد بعنوان "خطوط الطول: قياس العالم وتقاسمه والسيطرة عليه". يستكشف أرغونيس في هذا العمل التاريخ السياسي لهذه الخطوط الافتراضية المرسومة بين القطبين، وكيف لعبت دوراً حاسماً في تشكيل تصورنا للعالم.
ويؤكد أرغونيس أن هذه المعالم الطولية غير المرئية، من العصور القديمة مروراً بالاستعمار وصولاً إلى تحديد المناطق الزمنية في القرن العشرين، لم تكن مجرد أدوات علمية. بل تم رسمها وفرضها والاعتراض عليها، لتصبح مسرحاً للصراعات على السلطة.
يشير المؤرخ الجغرافي إلى أن «تاريخ خطوط الطول يوضح كيف أصبحت الخرائط مسرحاً لتحديات السلطة ونفوذها».
بدأت فكرة ابتكار المعالم غير المرئية (خطوط الطول، خطوط العرض، خط الاستواء) في العصور القديمة. فقد انطلق الجغرافيون ورسامو الخرائط في اليونان والهند والصين في هذه المغامرة العلمية بشكل مستقل، بهدف قياس الكوكب وتحديد المواقع والاتجاهات عليه. لكن الكتاب يوضح كيف تحولت هذه الخطوط مع مرور الوقت إلى وسائل للتحكم في الأراضي وغزوها وتقسيمها.
ويقدم الكتاب، الذي صدر هذا الخريف، سرداً مفصلاً لكيفية استخدام هذه الخطوط الافتراضية ليس فقط لقياس الأرض، بل أيضاً للسيطرة على الأقاليم وقهرها.