دونالد ترامب يهدد نيجيريا بتدخل عسكري لوقف "قتل المسيحيين"

دونالد ترامب يهدد نيجيريا بتدخل عسكري لوقف "قتل المسيحيين"

في كلمات قليلة

هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نيجيريا بعمل عسكري فوري إذا لم توقف الحكومة "قتل المسيحيين"، وهو ما دفع الرئيس النيجيري بولا تينوبو إلى نفي اتهامات واشنطن بعدم التسامح الديني.


هدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نيجيريا بعمل عسكري إذا لم تتوقف الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إفريقيا، حسب قوله، عن "قتل المسيحيين" على يد "الإرهابيين الإسلاميين".

وفي منشور له على منصته "تروث سوشيال" (Truth Social)، صرح ترامب بلهجة حادة: "إذا استمرت الحكومة النيجيرية في التسامح مع قتل المسيحيين، فستوقف الولايات المتحدة فوراً جميع المساعدات لنيجيريا، وقد تذهب إلى هذا البلد الذي أصبح الآن عاراً، حاملة السلاح للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة".

وأضاف ترامب: "أصدر أمراً لوزارة الحرب بالاستعداد لعمل محتمل". واختتم تحذيره بخط عريض: "تحذير: من مصلحة الحكومة النيجيرية أن تتصرف بسرعة!"

وكان ترامب قد أدرج نيجيريا في اليوم السابق على قائمة الدول "المثيرة للقلق بشكل خاص" (CPC) فيما يتعلق بالحرية الدينية، معتبراً أن "المسيحية تواجه هناك تهديداً وجودياً".

من جانبه، رد الرئيس النيجيري بولا تينوبو على هذه الاتهامات، مؤكداً أن "وصف نيجيريا بأنها دولة غير متسامحة دينياً لا يعكس واقعنا الوطني".

جاء قرار ترامب بوضع نيجيريا على هذه القائمة بعد أشهر من الضغط من قبل مشرعين أمريكيين محافظين وجمعيات مسيحية وإنجيلية، الذين يزعمون أن المسيحيين يتعرضون "لإبادة جماعية" في البلاد. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذا الخطاب يتجاهل التعقيد الحقيقي للموقف. تعاني نيجيريا من مشاكل أمنية متعددة الأوجه:

  • في الشمال الشرقي، لا تزال جماعات مثل "بوكو حرام" وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (ISWAP) نشطة، وقد تسببت في مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد أكثر من مليوني شخص منذ عام 2009.
  • في وسط البلاد، تتكرر الاشتباكات الدامية بين رعاة الفولاني (وهم في الغالب مسلمون) والمزارعين (الذين غالباً ما يكونون مسيحيين). هذه الصراعات تُقدم في كثير من الأحيان على أنها صراعات دينية، لكن جذورها الحقيقية تكمن في التنافس على الوصول إلى الأراضي والموارد.
  • في الشمال الغربي، تقوم عصابات إجرامية، تُعرف محلياً باسم "قطاع الطرق"، بترويع المجتمعات المحلية عبر القتل والخطف من أجل الفدية، بغض النظر عن الانتماء الديني للضحايا.

وفي سياق متصل، كان مستشار ترامب لشؤون إفريقيا، مسعد بولس، المقيم في نيجيريا منذ عقود، قد أكد في منتصف أكتوبر أن الجهاديين يقتلون "مسلمين أكثر من المسيحيين".

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.