الآلاف من الشباب البنغلاديشي يحاولون كل عام الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من المخاطر المميتة، والتكاليف الباهظة، والفرص الضئيلة للنجاح. يعتبر هذا المسار الهجرة الأكثر فتكًا في العالم، حيث يحصد أرواح الآلاف.

تبدو القرية الريفية باثانكاندي غانداربادّي في وسط بنغلاديش وكأنها متوقفة في الزمن. منزل منير حولادر الصغير، الذي غادر في هذه الرحلة الخطرة، لا يزال كما هو، وكأنه محفوظ. يجلس والده، رجل مسن ذو لحية بيضاء ووجه مطبوع بالألم، بكرامة على الشرفة، بجانب أبنائه الآخرين. لا يستطيع رب الأسرة كبت دموعه.

يقول شاهد حولادر بصعوبة: "آخر مرة سمعنا منه كانت في نوفمبر 2023". وتضيف والدته، رانو بيغوم البالغة من العمر 65 عامًا، وهي غارقة في الحزن: "ما زلت أسمع صوته عبر الهاتف: «أمي، من فضلك، صلي لي»".

كان ابنهم الأصغر يستعد لعبور البحر الأبيض المتوسط من ليبيا للوصول إلى إيطاليا — إحدى الوجهتين الرئيسيتين، إلى جانب فرنسا. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، فقد ما لا يقل عن 25,613 شخصًا حياتهم على هذا الطريق منذ عام 2014. لم يتم العثور على جثة منير حولادر أبدًا. وأبلغ ثلاثة ناجين من القرية والديه عن غرق السفينة. يهمس والده: "جزء منا لا يزال يأمل أنه على قيد الحياة في مكان ما". ترك منير وراءه زوجته وابنه البالغ من العمر عامين ونصف.

تمر المسارات الأكثر استخدامًا من قبل البنغلاديشيين للوصول إلى أوروبا بشكل غير قانوني عبر دبي أو تركيا أو مصر، ثم ليبيا. كل عام، يغامر الآلاف منهم في هذه الرحلة الخطرة بحثًا عن مستقبل أفضل. في عام 2022، وصل 15,228 مهاجرًا من بنغلاديش إلى إيطاليا عبر مسار البحر الأبيض المتوسط المركزي، معظمهم عبر ليبيا. وشكلوا ما يزيد قليلاً عن 14% من إجمالي الوافدين إلى إيطاليا، مما يجعل البنغلاديشيين ثالث أكبر جنسية ممثلة، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.