سوريا تعيد تموضعها عالمياً: لقاء ترامب والشرعاء يفتح آفاقاً جديدة للأمن الإقليمي

سوريا تعيد تموضعها عالمياً: لقاء ترامب والشرعاء يفتح آفاقاً جديدة للأمن الإقليمي

في كلمات قليلة

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرعاء في البيت الأبيض، في زيارة تعد نقطة تحول دبلوماسية لسوريا نحو تعزيز العلاقات مع الغرب. ناقش الجانبان الأمن الإقليمي، الانضمام لتحالف مكافحة الإرهاب، ومفاوضات السلام مع إسرائيل.


يمثل اجتماع الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرعاء مع دونالد ترامب في البيت الأبيض تحولاً دبلوماسياً غير مسبوق لسوريا. ففي أقل من عام في السلطة، نجح الشرعاء في إخراج بلاده من العزلة، معيداً رسم خريطتها الجيوسياسية بشكل جذري.

تشهد سوريا حالياً إعادة تموضع إقليمي واسع النطاق، مبتعدة عن حلفاء بشار الأسد التقليديين – إيران وروسيا – نحو تعزيز العلاقات مع تركيا ودول الخليج والولايات المتحدة. هذه الزيارة، التي تأتي بعد لقائهما الأول في المملكة العربية السعودية في مايو الماضي، هي الأولى لرئيس سوري في واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946.

ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع توقيع اتفاقية لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين بقيادة الولايات المتحدة. كما تتناول المحادثات المفاوضات الجارية بين السلطات السورية وإسرائيل بشأن اتفاق أمني، والذي قد يؤدي إلى انسحاب إسرائيل من المناطق الجنوبية المحتلة بعد سقوط بشار الأسد.

تُوِّجت انفتاحات الشرعاء الدبلوماسية برفع اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية يوم الجمعة، تلاه رفع العقوبات من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس. هذه الخطوات تعكس اعتراف المجتمع الدولي بالتزام السلطات السورية بمكافحة الإرهاب.

على الرغم من هذه التطورات الدبلوماسية الواعدة، لا تزال سوريا تواجه تحديات داخلية، حيث شهدت البلاد اشتباكات طائفية أسفرت عن مقتل أكثر من 2500 شخص منذ سقوط نظام الأسد. ومع ذلك، يبقى تأمين التمويل لإعادة إعمار البلاد بعد ثلاثة عشر عاماً من الحرب الأهلية أولوية قصوى. وقد التقى الشرعاء الأحد بمديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا لمناقشة مجالات التعاون المحتملة لدعم التنمية والنمو الاقتصادي في البلاد.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.