تواجه الهند أزمة عميقة بسبب الانتشار الواسع للمنتجات المقلدة في قطاعي الأدوية والأغذية. هذه الظاهرة، المتجذرة بعمق في بلد يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، تتسبب في عواقب مميتة وتودي بحياة العديد من الأشخاص.

يعاني نظام الرقابة في الهند من ضعف كبير، مما يجعله غير قادر على كبح جماح موجة المنتجات الاحتيالية. الكحول وزيوت الطهي المغشوشة، الدقيق والتوابل السامة، الأجبان ومعاجين الأسنان المزيفة، والمضادات الحيوية الخالية من أي مكونات فعالة، ليست سوى غيض من فيض ما يقدمه السوق غير المشروع. يبدو أن جشع المهربين لا حدود له، مما يؤدي بانتظام إلى فضائح تهز الصناعات الدوائية والغذائية، وتبدو سلطات السلامة الصحية عاجزة أمام حجم المشكلة.

من بين الحوادث المأساوية الأخيرة، وفاة حوالي عشرين طفلاً دون سن الخامسة في سبتمبر الماضي. كان السبب هو تناول شراب سعال أنتجته شركة تقع في تاميل نادو، جنوب الهند. احتوى الشراب على ثنائي إيثيلين جلايكول، وهو مذيب صناعي قاتل حتى بجرعات صغيرة، وأقل تكلفة في الإنتاج من البروبيلين جلايكول والجلسرين ذوي الجودة الصيدلانية الآمنة. عانى الأطفال الذين تناولوا هذا الشراب من الفشل الكلوي.

كشفت مداهمة أجرتها إدارة مراقبة الأدوية في تاميل نادو لمباني شركة Sresan Pharmaceuticals في كانتشيبورام عن 39 مخالفة "حرجة" و325 مخالفة "كبيرة" لمعايير التصنيع. تم اعتقال صاحب الشركة. ومن المثير للقلق أن هذه الشركة، التي حصلت على ترخيص في عام 2011، كانت قد ارتكبت انتهاكات متكررة لمعايير التصنيع سابقًا، ومع ذلك استمرت في أنشطتها.

تؤكد هذه القضية الحاجة الملحة إلى تشديد التشريعات وتعزيز الرقابة لحماية السكان من المنتجات المقلدة الفتاكة.