بلو أوريجين تنجح في استعادة معزز صاروخها "نيو غلين" وتعيد إشعال سباق الفضاء

بلو أوريجين تنجح في استعادة معزز صاروخها "نيو غلين" وتعيد إشعال سباق الفضاء

في كلمات قليلة

نجحت شركة بلو أوريجين في استعادة معزز صاروخها "نيو غلين" بعد إطلاقه، مما يمثل إنجازًا كبيرًا يعزز تنافسها مع سبيس إكس في سباق الفضاء. هذا النجاح يدعم جهود الشركة للمشاركة في برامج ناسا المستقبلية لاستكشاف القمر والمريخ.


حققت شركة الفضاء بلو أوريجين، المملوكة لجيف بيزوس، اختراقًا كبيرًا بنجاحها في استعادة معزز صاروخها القوي "نيو غلين" بعد إطلاقه. يعد هذا إنجازًا مهمًا للشركة الأمريكية، التي تهدف إلى منافسة سبيس إكس لإيلون ماسك وتأمل في إقناع وكالة ناسا بقدراتها في إطار سباق غزو القمر الجديد.

بعد إقلاع الصاروخ من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا، نجحت الشركة في هبوط المرحلة الأولى، أو المعزز، بشكل متحكم فيه على منصة عائمة في البحر، وسط تصفيق وهتافات الفرح من موظفيها. هذه المناورة، التي تعتبر شديدة التعقيد لصاروخ بهذا الحجم، كانت المحاولة الثانية فقط لبلو أوريجين، وكانت حتى الآن حكراً على منافستها الرئيسية سبيس إكس.

وصفت أريان كورنيل، نائبة رئيس الشركة، هذا اليوم بأنه «يوم تاريخي لبلو أوريجين» خلال بث فيديو. وأضاف ديف ليمب، المدير العام لبلو أوريجين، في بيان: «لم يسبق في التاريخ أن نجح معزز بهذه القوة في الهبوط من المحاولة الثانية». حتى المنافسون أثنوا على هذا الإنجاز. إيلون ماسك، رئيس سبيس إكس، علق على منصة X قائلاً: «تهانينا لجيف بيزوس وفريق بلو أوريجين». كما صرح جون إدواردز، مدير إطلاق صواريخ فالكون في سبيس إكس: «استعادة صاروخ مداري أمر صعب للغاية. أحسنتم!»، مؤكداً أن الأمريكيين يمكنهم أن يكونوا «فخورين».

بفضل هذا النجاح، من المتوقع أن يتمكن جيف بيزوس، الذي يسعى لتعويض تأخره عن إيلون ماسك، من تسريع وتيرة إطلاقاته وخفض التكاليف. أسس المليارديران شركتا الفضاء الخاصتين بهما في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن بلو أوريجين تقدمت بوتيرة أبطأ بكثير من سبيس إكس، التي تهيمن الآن على القطاع، ويرجع ذلك جزئياً إلى نهج بلو أوريجين الفني الأكثر حذراً.

يهدف هذا النجاح الثاني لرحلة "نيو غلين" المدارية إلى إظهار أن جيف بيزوس يمثل منافساً جاداً، خاصة في سياق المنافسة المتزايدة حول برنامج أرتميس القمري لوكالة ناسا. على الرغم من أن شركة بيزوس كانت ترسل السياح إلى الفضاء لبضع دقائق بصاروخها "نيو شيبرد" لعدة سنوات، إلا أنها لم تقم بأي رحلة مدارية حتى الإطلاق الافتتاحي لـ "نيو غلين" في يناير.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية قد ذكرت في أكتوبر إمكانية الاستغناء عن خدمات الشركة الرائدة في القطاع، سبيس إكس، بسبب تأخيرات في التطوير. وقد أثار هذا الخبر غضب رئيس تسلا وقد يمنح جيف بيزوس ميزة، حيث يقوم هو أيضاً بتطوير مركبة هبوط على القمر لوكالة ناسا، والمقرر حالياً لمهمة لاحقة.

في هذا السياق، كانت أداء صاروخ "نيو غلين"، الذي حمل يوم الخميس مهمة علمية لوكالة ناسا تسمى «إسكاباد» وتهدف إلى دراسة المريخ، محل تدقيق خاص.

صرح جورج نيلد، رئيس شركة تعزز الأنشطة الفضائية الخاصة، بأن الإطلاق الناجح «سيعزز بشكل كبير الثقة في بلو أوريجين ويمنح الشركة المصداقية والثقة اللازمتين للمضي قدماً في إطار برنامج أرتميس، والذهاب إلى القمر والمريخ، وتنفيذ مشاريع أخرى في المدار الأرضي المنخفض».

منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تمارس الإدارة الأمريكية ضغطاً كبيراً على وكالة ناسا لتسريع برنامجها القمري، الذي عانى من العديد من التعقيدات والتأخيرات في السنوات الأخيرة. حتى شون دافي، المسؤول المؤقت في ناسا، أشار إلى «سباق فضاء ثانٍ» يواجه واشنطن وبكين، التي تهدف أيضاً إلى الهبوط على سطح القمر بحلول عام 2030، بعد السباق الذي دار بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.

مع برنامج أرتميس، يسعى الأمريكيون إلى إقامة وجود بشري دائم على القمر وتمهيد الطريق لمهمات مستقبلية إلى المريخ. ومن المتوقع أن تلعب المسابير التي أُطلقت يوم الخميس لحساب وكالة ناسا دوراً في هذا المشروع، من خلال تعميق المعرفة حول الكوكب الأحمر. أوضح جوزيف ويستليك، مسؤول في ناسا، أن هذه المسابير، التي تحمل اسمي Blue و Gold، ستتمركز في مدار «توقف آمن» للبقاء بالقرب من الأرض وانتظار اللحظة المثالية للتوجه نحو المريخ، الذي من المتوقع أن تصل إليه في عام 2027.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.