في كلمات قليلة
تشهد تركيا تحولاً نحو نظام استبدادي يتميز بقمع المنافسة السياسية ووسائل الإعلام المستقلة، ومع ذلك، يرى عالم السياسة بيرك إيسن أن النظام لا يزال غير مستقر وغير مكتمل التوطيد على الرغم من الاعتقالات الجماعية ومحاولات تجريم المعارضة.
صرح عالم السياسة البارز، بيرك إيسن، أن تركيا تشهد تحولاً نحو نظام استبدادي ومهيمن. منذ شهر مارس، تعمل الحكومة التركية بنشاط على القضاء على أي شكل من أشكال المنافسة السياسية، وهو ما يتجلى في الاعتقالات الجماعية، وإقالة رؤساء البلديات، وقمع المتظاهرين ووسائل الإعلام المستقلة.
«نحن نشهد انتقالاً إلى نظام استبدادي ومهيمن. إن اعتقال عمدة إسطنبول، أخطر منافس للرئيس رجب طيب أردوغان، في 19 مارس 2025، هو مثال صارخ على ذلك. يمثل هذا التاريخ اللحظة التي تركنا فيها ما كنت أسميه سابقاً «نظاماً استبدادياً تنافسياً»، حيث كان لا يزال هناك عنصر من المنافسة السياسية، حتى لو كانت قواعد اللعبة بالفعل غير عادلة وغير نزيهة»، يوضح إيسن.
ويواجه العمدة السابق، المتهم بقيادة منظمة إجرامية، الآن عقوبة سجن قد تصل إلى 2352 عاماً. هذا الاتهام، وفقاً لإيسن، يوضح بوضوح الانجراف السلطوي للسلطة ويمكن أن يؤدي إلى تجريم المنافسة الانتخابية نفسها، مما يجعل هزيمة الحكومة في صناديق الاقتراع غير قانونية فعلياً.
ومع ذلك، يؤكد عالم السياسة أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا النظام سينجح في التوطيد. لا يزال هناك شخصيات وجماعات معارضة في البلاد ترفض هذا الوضع الراهن. حزب الشعب الجمهوري (CHP)، وهو القوة المعارضة الرئيسية، يواصل النضال. ولا يزال الصحفيون والأكاديميون يتحدثون علناً. وبالتالي، لا يزال توطيد النظام غير مكتمل، على الرغم من جهود السلطة والإدارة. ويختتم إيسن بالقول إن تركيا لم تصبح بعد روسيا أو بيلاروسيا أو أذربيجان؛ فالنظام من نفس النوع، لكنه لا يزال غير مستقر.