في كلمات قليلة
شهدت سويسرا، المعروفة بتوافقها، احتجاجات واسعة النطاق في كانتون فو ضد تخفيضات الميزانية، لا سيما خفض رواتب المعلمين مقابل زيادة رواتب المسؤولين، مما يدل على تدهور المناخ الاجتماعي.
يشهد المناخ الاجتماعي في سويسرا، المعروفة تقليديًا بتوافقها واستقرارها، علامات تدهور. فالضغط المتزايد على الطبقة الوسطى والاحتجاجات واسعة النطاق ضد تخفيضات الإنفاق في الخدمات العامة يشيران إلى تصدع في الإجماع السويسري.
في 18 نوفمبر، تظاهر أكثر من 20 ألف شخص في لوزان، رابع أكبر مدينة في سويسرا وعاصمة كانتون فو، للتنديد بتخفيضات الميزانية التي أقرتها حكومة الكانتون اليمينية الوسطية في الخدمات العامة. تكمن نقطة الغضب الرئيسية في خطط تخفيض رواتب المعلمين بنسبة 0.7%، بينما من المقرر أن تزداد رواتب المستشارين الحكوميين السبعة (الوزراء) من 260 ألف إلى 300 ألف فرنك سويسري (حوالي 322 ألف يورو) في عام 2026.
يعتبر حجم هذه المظاهرة غير مسبوق في سويسرا، وهي دولة لا تميل عادة إلى الاحتجاجات وتفضل حل خلافاتها من خلال الاستفتاءات والمبادرات العديدة ضمن نظام الديمقراطية المباشرة. وبالتالي، فإن حالة كانتون فو تعد نذيرًا لتصدع محتمل في التوافق السويسري التقليدي.
كانتون فو، وهو الثالث من حيث عدد السكان والرابع من حيث الناتج المحلي الإجمالي في الاتحاد السويسري، لطالما اعتبر نموذجًا للنجاح الاقتصادي. فقد نما ناتجه المحلي الإجمالي بنسبة 42% بين عامي 2005 و2020، وزادت فرص العمل بنسبة 31%. كما حققت حكومة فو فوائض في الميزانية بانتظام. ومع ذلك، يواجه الكانتون حاليًا عجزًا طفيفًا، مما أدى إلى هذه الإجراءات غير الشعبية.
أحد الشعارات التي رددها المتظاهرون كان: "ليس على الشعب أن يدفع ثمن الهدايا المقدمة للأثرياء"، مما يعكس الشعور العام بالاستياء من التوزيع غير العادل للأعباء المالية.