كشفت وفاة عائلة سياحية ألمانية في إسطنبول في نوفمبر الماضي، نتيجة التسمم بعد عملية مكافحة الحشرات في غرفتهم الفندقية، عن عيوب خطيرة في معايير السلامة الصحية. أدى هذا الحادث المأساوي إلى وفاة الأبوين وطفليهما، ويسلط الضوء على سلسلة من الإهمال.

لقد تصدرت هذه القصة المروعة عناوين الصحف التركية والألمانية لأكثر من أسبوعين. في الرابع عشر من نوفمبر، تم الإبلاغ عن وفاة السائحة الألمانية وطفليها في إسطنبول، وبعد ثلاثة أيام، توفي الأب في المستشفى نفسه حيث تم إدخال العائلة بأكملها بسبب تسمم غذائي مزعوم. تم تقديم رعاية طارئة للأربعة، لكن لسوء الحظ، لم تسر الأمور كما هو مخطط لها على أي مستوى.

وصلت العائلة إلى إسطنبول في التاسع من نوفمبر قادمة من هامبورغ، وأقامت في أحد الفنادق العديدة في حي الفاتح، الواقع على الجانب الأوروبي وبالقرب من المواقع السياحية الرئيسية في المدينة الكبرى، بالقرب من قصر توبكابي وآيا صوفيا والبازار الكبير. بعد عدة جولات ورحلة استكشافية إلى منطقة سياحية أخرى على ضفاف البوسفور، عادوا إلى غرفتهم مساء الحادي عشر من نوفمبر.

في تلك الليلة، شعرت الأم، البالغة من العمر 27 عامًا، وطفلاها، البالغان من العمر 6 و 3 سنوات، بالغثيان والدوخة وآلام في البطن. نقلتهم سيارة أجرة جميعًا إلى أقرب مستشفى. في صباح اليوم التالي، ووفقًا لتقدير الأطباء، كانوا قادرين على العودة إلى الفندق. لكن حالة الأطفال تدهورت. هذه المرة، أعادتهم سيارة إسعاف على وجه السرعة إلى المستشفى.

يستمر التحقيق في الحادث، ويُعتقد أن العديد من الانتهاكات لبروتوكولات السلامة أثناء عملية مكافحة الحشرات أدت إلى المأساة. أثارت هذه القضية تساؤلات حادة حول جودة الرقابة على الامتثال لمعايير السلامة الصحية في قطاع السياحة التركي.